قلعة مكونة قبلة لمحبي الورودكل سنة ،ووجهة لمتتبعي الطقوس الاحتفالية التراثية بجهة درعة تافيلالت ، والكل ينتظر موعد الموسم بالتسمية القديمة لحضور اللقاء المتنفس السنوي للساكنة ، يُحضّر له المسؤولون من زمن بعيد لإنجاحه، باللقاءات المكثفة والترويج له من أجل التاريخ ومن أجل التراث المادي واللامادي للمنطقة باعتباره الوجه المشرف لقلعة مكونة ولساكنتها ولكل المغاربة داخل الوطن وخارجه.
الإعلام له القسم الأكبر في التسويق والماركوتينغ للورود، وللصناع التقليديين وللعمل الجمعوي القوي بقلعة مكونة ، وإذا فسدت آليات الترويج تضيع كل المجهودات المبذولة … هذه السنة كان الترويج الإعلامي باهتا بشهادة معظم الحاضرين ،وبشهادة ما تداولته منابر إعلامية مختلفة حول المهرجان، ولذلك أسباب طبعا من بينها: أن صفقة الإعلام يجب أن تسند لمقاولة إعلامية مشهورة، ولها دراية واعية بالميدان، بوضع دفتر للتحملات يتضمن ما يجب القيام به ،وما يجب الترويج له …وما تم نشره لحد الآن هي صور وبعض مقاطع فيديو وخواطر ومقالات محتشمة أو رديئة دون أن تجد في المقروء ما يشفي الغليل حول مواد المهرجان إلا في القليل الناذر.
لجنة الإعلام المحلي والوطني لا يجب أن تسند لموظف أو موظفين يجمعون بين المهنة والمشاركة في المهرجان، فقد يضيع في الجمع الواجب ،فلا يمكن لمعلم مثلا في أعالي الجبال ،أن تسند له مهمة الإعلام لأمور متعددة ،من بينها صعوبة التنقل وعدم التخصص، والواجب المهني يلزمه الحضور في أنشطته الصفية بين المتعلمين تجنبا لهدر زمن التعلم حتى لا ينسف بفعله مجهودات الدولة ومجهودات وزارة التربية والتكوين في محاربة الانقطاع المبكر للمتعلمين والمتعلمات بالعالم القروي ، و هو ملزم أيضا بالحضور في لجنة الإعلام بالمهرجان كل ساعة وكل لحظة تجنبا للتقصير في مهمته الجديدة داخل اللجن، وغيابه في بعض فقرات الحدث من حين لآخر ،هو تقصير في العمل الثاني له ، والجمع بين المهمتين فيه تبخيس كبير للمسؤولية، وقس ذلك على باقي الموظفين في قطاعات أخرى ، فكيف يحضر الموظف هنا ويغيب هناك ؟ وكيف يجمع بين مهمتين شديدتي الصعوبة، وذاك من بين أسباب ارتباك لجنة الإعلام بمهرجان الورود في مسايرة ما تم نشره وما تتم كتابته .
المحاسبة واجبة في الشق الإعلامي لكل الذين تحملوا المسؤولية في اللجنة، هل كان بعض أفرادها حقا حاضرين متابعين ومتتبعين للحدث بشكل يومي منذ الافتتاح حتى يوم الاختتام كما كانت تفعل لجن سابقة ؟ وهل حقا كان بعض هؤلاء الأفراد حاضرين و متتبعين ومتابعين لعملهم بما يفرضه واجب مهنتهم من بداية الافتتاح حتى يوم الاختتام ؟ أما إذا كان حضورهم مسرحي من أجل دريهمات على حساب القيم والضمير مرة هنا ومرة هناك ، فذاك تقصير في المهمتين وضعف في الرقابة ،إلا إذا تم تمتيعهم بتكليف من إدارتهم المشغلة وذاك بدوره فيه شك وفيه نظر.
النسخة 55 من مهرجان الورود في الجانب الإعلامي قد مرت ،وتركت الأثر السيء بين الإعلاميين والمتتبعين والمسؤولين ، ويجب مراجعة صفقة الإعلام الممنوحة للجنة ، وربط المسؤولية بالمحاسبة ومراجعة الفواتير تأنيبا وتأديبا لإيقاظ الضمير المهني، ويجب ترك المجال للمتخصصين الذين لهم دراية واسعة في التسيير الإعلامي، مثل المقاولات ، أما إسناد بعض مهام الإعلام لبعض الموظفين مثلا،فذاك إخلال بمهام ومسؤولية الموظف حسب بنود الوظيفة العمومية.
المصدر : https://tinghir.info/?p=28832