حج العشرات من المواطنين، من مختلف مناطق وجهات المغرب، السبت، إلى منطقة تزكي بالجماعة الترابية تودغى العليا، بإقليم تنغير، للمشاركة في أربعينية شهيدة “الحكرة” والتهميش إيديا فخر الدين، التي توفيت الشهر الماضي بالمستشفى الجامعي بفاس، بسبب ما سمته العائلة وعدد من الإطارات الجمعوية والحقوقية “التقصير والإهمال الطبي”.
وشكلت أربعينية الراحلة إيديا فخر الدين فرصة للجماهير الحاضرة لملامسة الحقوق الأساسية الهشة لساكنة الجنوب الشرقي (اسامر)، فضلا عن كونها مناسبة لتسليط الضوء على المشاكل والإكراهات التي تعيشها تنغير خاصة و”اسامر” عامة في مجموعة من القطاعات الحيوية. وهي مناسبة أيضا لمطالبة الدولة بتحمل مسؤوليتها الكاملة عما ستؤول إليه الأوضاع بالمنطقة بفعل تجاهل المطالب المشروعة لساكنة “اسامر”، حسب تصريحات متطابقة لعدد من الحاضرين.
وعرفت أربعينية “شهيدة الحكرة والتهميش” تنظيم ندوة من تأطير مجموعة من الأستاذة والحقوقيين. وتفضل الباحث في التراث الثقافي لحسن ايت الفقيه بتقديم المداخلة الأولى تحت عنوان “الأمن بجهة درعة تافيلالت بين الإغفال والتدخل”؛ في حين كانت المداخلة الثانية من تأطير أمين المقدم، عضو حركة أنفاس، في موضوع “الحركات الاحتجاجية المطلبية المدخل نحو المجتمع الديمقراطي”. والمداخلة الثالثة قدمها أمام الحاضرين حميد ليهي، الناطق الرسمي باسم “الفنا”، ورئيس جمعية تاوادا للثقافة وحقوق الإنسان، والتي عنونها بـ”ايزرفان ن اودلس ن ووال كتسكا نوسامر”.
وكانت لحركة الأمل والإتلاف المدني من أجل جهوية ديمقراطية مداخلة في هذه الندوة، قدمها احمد الدحماني، تحت عنوان “مغرب الهامش اللاعدالة في نموذج مركزي مغلق”. كما تم التطرق إلى مجموعة من التوصيات، التي ستعلنها لجنة أربعينية إيديا، في بيانها الختامي.
وقال إدريس فخر الدين، والد الطفلة الراحلة إيديا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “هذا هو اليوم الأربعين على وفاة ابنتنا إيديا، التي توفيت بسبب الإهمال والإقصاء الممنهجين لهذه المناطق التي يعتبرها المسؤولون مركزيا غير نافعة”، مشددا على أن الندوة قررت الخروج بنداء “إيديا”، والذي سيعلنه في غضون يومين، وسيكون بداية لتأسيس حراك اجتماعي يضم جميع المكونات، وتنزيل خريطة طريق نضالية مستمرة من أجل فتح نقاش عمومي حول واقع الصحة والمشاكل التي تعاني منها الساكنة.
من جهته، أوضح مولاي رشيد الإدريسي، منسق لجنة تنظيم أربعينية إيديا، التي اختار لها المنظمون شعار “من أجل الحياة ورسم الأمل”، أن عددا من الفنانين من مختلف مناطق المغرب لبوا نداء عائلة الراحلة لحضور أربعينيتها، وعملوا على تنشيط صبحية للأطفال، ورسموا على أسوار مدرسة تزكي جدارية ترمز إلى صورة “إيديا”، رغم أنها قوبلت بالرفض من قبل السلطات المحلية، وفق تعبيره.
وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى أن برنامج المساء يتضمن أمسية فنية يحضرها مجموعة من الفنانين الأمازيغيين المعروفين بفنهم الملتزم، وقراءات شعرية، ومسرحيات يتم تقديمها بشكل تعبيري صامت من طرف مجموعة مختلطة قادمة من مختلف المدن المغربية، وأضاف أن أزيد من أربعين منظمة وجمعيات حقوقية ومدنية من مختلف المدن والأقاليم حاضرة في أربعينية “إيديا”.
وكانت الطفلة إيديا فخر الدين انتقلت إلى مستشفى الإقليمي في الأسبوع الثاني من الشهر الماضي، بعد سقوطها وارتطام رأسها بالأرض، بمسقط رأسها بدوار تزكي جماعة تودغى العليا إقليم تنغير، ليتم توجيهها إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، الذي اتهمته عدة فعاليات بالتقصير والإهمال في حقها، ليتم بعدها نقلها بوساطة سيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات بمدينة فاس، وهناك لبت نداء ربها؛ وأثارت وفاتها موجة استياء كبير وسط عدد من النشطاء الحقوقيين والمدنيين بمواقع التواصل الاجتماعي، متهمين إدارتي المستشفى الإقليمي لتنغير والمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية بإهمالها.
المصدر : https://tinghir.info/?p=28813