وصل حراك الحسيمة إلى النفق المسدود نتيجة التصعيد الأعمى للاحتجاجات و دفع الشباب والأطفال للشارع في مغامرة تفتح باب المجهول أمام سكان هذه المدينة الذين يستغيثون وينادون كل الضمائر الحية من أجل التدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها قبل قوات الأوان خاصة بعد أن اكتشف الجميع أن الزفزافي متزعم الحراك ليس إلا أداة تستغل لإحداث شرخ في وحدة الوطن بناء على خطاب قومي متطرف ينتصر لكل ما هو عرقي و يحتقر باقي مكونات المجتمع المغربي و يسوق لمغالطات مشروخة لحشد الناس و تأجيج الوضع بإشعال نار الفتنة الطائفية التى عصفت بالعديد من دول المنطقة.
و يبقى شعار السلمية المؤسس لأساطير دعاة الفتنة بالريف مجرد كلام لدرء الرماد في العيون وتغليط الرأي العام بالنظر إلى شحنة العنف الزائدة التي يتم تصريفها يوميا بالنداء للثورة، الوعد بالانتصار المحقق و دحر رموز الدولة و سيادتها، التشهير بالناس و التحريض ضدهم، ممارسة بدع دخيلة كالقسم و الأدعية الدينية في جو من البهرجة، استخدام ألفاظ داعشية من قبل الحراك باق و يتمدد، تشبيه الحسيمة بالفلوجة بالإضافة إلى الحرائق التي يشعلها أتباع هذا التيار التخريبي في البنايات ووسائل النقل و الاعتداءات ضد أفراد القوات العمومية.
ومما يؤكد هدا التوجه الانتحاري للمحرضين إشهار الرفض القطعي للحوار مع الجميع و اللجوء إلى التدليس بفرض شروط مسبقة لتحقيق مطالب وهمية من قبل رفع العسكرة التي لا توجد إلا في مخيلة الزفزافي و رفاقه و فرض إطلاق سراح المعتقلين ضدا على استقلالية القضاء، كما لا تخفى عدمية قادة هذا المخطط الجهنمي بإقصائهم كافة الفاعلين و القوى الحية و نعتهم بالخونة على أساس تقسيم هتلري للمجتمع تمهيدا للانتقال إلى العنف المادي لتصفية كافة الخصوم المفترضين.
هذا الاندفاع المتهور يتجلى في العداء المقيت ضد كل رموز الدولة و خاصة العلم الوطني الممنوع رفعه في خرجات الحراك التي أصبحت مطية للمطالبة بالانفصال، زيادة على احتقار المغاربة و تمجيد الاستعمار الإسباني ضدا على إرادة أحرار الريف الحقيقيين المتشبثين بالوحدة الوطنية وهذا التهافت ناتج عن انخراط الزفزافي و رفاقه في مخطط مدروس للمس بكرامة المغاربة ووحدتهم و هو ما يؤكده تدفق الدعم الأجنبي المسموم على مرتزقة الحراك المنخرطين في سباق محموم على جلب سندات كارتيلات المخدرات اللاجئة بأوروبا و الاستفادة من كرم جهات حاقدة على الوطن و المواطنين.
و تبين بالملموس من خلال استقراء أراء ساكنة الحسيمة وجود إجماع على إستنكار هذا الوضع المتأزم نتيجة التهور و المقامرة باستقرار المنطقة مما أدى إلى شلل الحركة التجارية و الإقتصادية، هجرة رؤوس الأموال و المستثمرين وضياع السنة الدراسية للتلاميذ و تلطيخ سمعة المدينة التي أصبحت عنوان للتوتر و التوجه نحو المجهول.
المصدر : https://tinghir.info/?p=28786