انطلقت منذ صباح اليوم الأحد 23 أبريل 2017 الجولة الأولى من الإقتراع الخاص بالانتخابات الرئاسية الفرنسية على وقع قلق على مصير اليورو التي تشكل عملة 19 دولة للاتحاد الأوروبي. وذكرت مصادر إعلامية أن هذا القلق بدأ ينتاب المتعاملين في الأسواق وخبراء الاقتصاد من إمكانية تقدم مرشحين ببرامج عمل تهدد مستقبل اليورو خاصة وقد صرح بعض المرشحين رفضهم للوحدة النقدية، وهو ما قد يؤدي حسب المراقيين إلى إفشال تجربة اليورو وانهيارها بعدما كانت فرنسا تعتبر ركنا أساسيا فيها إلى جانب ألمانيا.
هذا وفي سياق متصل يخوض الدورة الأولى من الانتخابات 11 مرشحا، ومن المتوقع أن تفضي الجولة الأولى عن وصول مرشحين إلى انتخابات الإعادة في جولة ثانية مقررة في السابع من يونيو المقبل. وسط مخاوف القطاعات الإقتصادية والمستثمرين من صعود مرشحة أقصى اليمين “مارين لوبان” زعيمة “الجبهة الوطنية” التي تُظهر استطلاعات الرأي امتلاكها لقوة انتخابية كبيرة، إلى جانب مرشح أقصى اليسار، “جان لوك ميلانشون”، الذي يمتلك بدوره شعبية مهمة ولديه هو أيضا مواقف رافضة لليورو. ويرى المحللون أن التخوف من المرشحين الإثنين يكمن في أن لوبان مرشحة أقصى اليمين
تنوي إخراج فرنسا من منطقة اليورو، بل وأعلنت حتى عن عزمها تنظيم استفتاء حول البقاء أو مغادرة الاتحاد الأوروبي نفسه، علاوة على إعلانها معارضتها لاتفاقيات التجارة الحرة. أما ميلانشون، مرشح أقصى اليسار المدعم من الحزب الشيوعي الفرسي، فقد هدد بدوره بأنه سينسحب من منطقة اليورو حال فوزه ما لم يلتزم الاتحاد الأوروبي بمطالبه، كما لوّح بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي وإعادة تأميم شركات الطاقة ورفع الضرائب بشكل كبير على الأثرياء.
الإعلانان المذكوران للمرشحين الإثنين للرئاسة الفرنسية بالتخلي عن اليورو حالة فوزهما يقويان الشكوك لدى المحللين الإقتصاديين في إمكانية صمود هذه العملة فيما لو انسحبت فرنسا بالفعل من منطقة اليورو، وهي التي كانت من الدول الرئيسية المدافعة عنها بحيث إنه لا يمكن تجاهل الأثر الذي قد تحدثه تداعيات سيناريو خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي أو من اليورو، وإذا كانت أسواق الأسهم قد حافظت حتى الآن على هدوئها حيال التطورات السياسية الفرنسية، فإن ذلك يرجع إلى الأمل المشوب بالحذر لدى أوساط المال والاقتصاد بوجود مرشحين كبار لتيارات الوسط، ويتعلق الأمر بـ”إيمانويل ماكرون” و “فرنسوا فيون”، وهما معا حسب المتتبعين يمتلكان بدورهما حظوظا كبيرة للوصول إلى كرسي الرئاسة، وكلاهما داعم ومساند للبقاء في منطقة اليورو.
المصدر : https://tinghir.info/?p=27944