أصدرت السلطات المغربية خلال شهر فبراير 2017م مجموعة من القرارت التعسفية في حق ثلة من خيرة الأطر العاملة بمختلف قطاعات ومصالح البلاد، وذلك على خلفية انتمائها أو الاشتباه في علاقتها بجماعة العدل والإحسان المعارضة للنظام.
مفاد هذه القرارت هو إنهاء مهام مديرين، مهندسين، نظار، مفتشين، موجهين، حراس عامين وغيرهم، معظم الأطر المعنية تشتغل في مجالات التربية والتعليم، الفلاحة، البريد وغيرها.
إنهاء مهام أصلية تبعه نقل وتكليف بمهام أخرى لا تتلاءم مع تخصصات الإطار، بل تعيق عطاءاته.
وقد أوعزت السلطات جل قرارتها المشؤومة إلى مقتضيات المصلحة العامة، لكنها بررت بعضا منها بوجود نقص في الأداء المهني، دون استناد إلى أي أساس واقعي أو قانوني.
وأمام ضغط الشارع الرافض للرعونات الاستبدادية العوجاء، وإجماع كافة الأطياف السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية على عدم قانونية ما أقدم عليه النظام، وخطورة مخرجاته ومآلاته، وضرورة التصدي لحماقات غير محسوبة العواقب، أمام هذه العوامل كلها وغيرها، أُرغِم المخزن على إصدار بعض التراجع، تجلى ذلك في سحب بضع من هذه الإعفاءات.
وبينما بدا للمتتبعين أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، وأن العد العكسي لزوال الإعفاءات التعسفية يأخذ طريقه، فوجئ الرأي العام بتجديد وتأكيد إيقاف مهام عدد من أولئك الذين تنسموا عبيراً من الإنصاف !
ما هذا؟ إعفاء من المهام، ثم إرجاع ثم إعفاء !!!
لغز هذه التصرفات البليدة الفريدة الغريبة لم يستطع أن يظل حبيس الجمجمة المخزنية، فقد تبين أن الجهة التي أصدرت الإعفاءات غير مخولة قانونيا بذلك، وليس من صلاحياتها اتخاد القرار، هذا ما حمل المخزن على سحبها، حتى يتم تفادي خطإ الصلاحيات.
ها هو يعيد الكرة، ويصدر نفس القرارت، لكن هذه المرة من الوزارة المعنية مباشرة.
بلغة ومنطق الرياضيات، نقول مثلا، العبارة: “أصدر المخزن إعفاءً تعسفيا”، فما هو نفي هذه العبارة؟ بالطبع هو سحبها وزوال مفعولها، فتصبح: “لم يصدر المخزن إعفاءً تعسفيا”
وعليه فإن: نفي”أصدر المخزن إعفاءً تعسفيا” = “لم يصدر المخزن إعفاءً تعسفيا”
فإذا نفينا العبارة الأخيرة: “لم يصدر المخزن إعفاءً تعسفيا”، فقد رجعنا إلى إثبات الإعفاء من جديد.
أي: نفي”لم يصدر المخزن إعفاءً تعسفيا” = “أصدر المخزن إعفاءً تعسفيا”
وبالتالي فإن:
نفي نفي”أصدر المخزن إعفاءً تعسفيا” ↔ “أصدر المخزن إعفاءً تعسفيا”: عبارتان متكافئتان.
أستسمح القارئ العزيز إذا كان يجد صعوبة في استيعاب منطق الرياضيات، وأقول في خلاصة القول إن نفي النفي يفيد الإثبات.
المصدر : https://tinghir.info/?p=27664
addiمنذ 8 سنوات
BRAVO SIDI LHAJ AHMED.VOS PROPOS SONT PERTINENTS ET IMPECABLES..SPESHAL.