قام الجيش الأمريكي بدك قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية السورية بعشرات الصواريخ تم إطلاقها من سلاح البحرية الأمريكية، وقد خلف القصف عددا من الضحايا وتدمير عدد من الطائرات المقاتلة من صنع روسي.
فقد أعلنت الولايات المتحدة أنها أطلقت صواريخ كروز على القاعدة الجوية السورية ردا على هجوم شنه النظام السوري، يُعتقد أنه استعمل ذخيرة كيماوية في استهدافه بلدة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غربي سوريا يوم الثلاثاء رابع أبريل 2017 بتاريخ النصارى، وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
وهو ما يفيد ثأر القوة العظمى الأولى في العالم للضحايا المدنيين الأبرياء، ولذلك فقد تراوح الموفق العربي والغربي بين التأييد الحذر والتأييد المطلق لهذه العملية الأمريكية الأولى من نوعها منذ انفجار الأوضاع في سوريا عام 2011م، في حين أدان حلفاء النظام العملية باعتبارها عدوانا على دولة ذات سيادة.
ولنا أن نتساءل متى كان لأمريكا حرص على سلامة المدنيين في سوريا أو في العراق أو في أية منطقة جغرافية من بلدان العرب والمسلمين الذين تنظر إليهم نظرة ازدراء وتحقير؟
وهل من حق دولة استعملت القنابل النووية لقصف هيروشيما وناكازاكي أن تعطي للعالم دروسا إنسانية في وجوب حماية أمن المدنيين؟
أليس ادعاء أمريكا الحرص على المدنيين بمثابة عاهر تعطي الناس دروسا في الأخلاق؟
عجبا، و.م.أ. ارتكبت ولا تزال مجازر راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين، وداست على كرامة وسيادة عدد من دول العالم، ثم تأتينا اليوم بوجه منافق يدعي الحنان والإنسانية والمثل العليا !
بالتأكيد لا يسع أي إنسان حر أبي سوي إلا أن يعارض ويدين همجية ووحشية النظام السوري وإفراطه في استعمال القوة العسكرية ضد معارضيه، وقد كان بإمكانه منذ بداية الانتفاضة الشعبية السلمية المشروعة، أن يجنب البلاد والعباد ما آلت الأحداث من ويلات وتدويل لو رزقه الله ذرة من الفهم والحكمة، قال تعالى: “فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”
خلاصة الأمر فإن أمريكا أغضبها تهاوي صنائعها في الصراع، وضعف أدائها في مقابل فاعلية أنصار النظام، وبالخصوص في هذه الأشهر الأخيرة، فأرادت عرقلة الحسم الميداني، ولملمة جروح صنائعها لإعادة خلط الأوراق، فطول الأزمة من شأنه تدمير البقية الباقية من البنية التحتية والاقتصادية والعسكرية لسوريا ما بعد الحرب، لغرض الاطمئنان على أمن وسلامة العدو الصهيوني في السنوات القادمة، ولم لا أيضا قصد ضمان تفوق العدو المحتل لعقود، في سباق محموم مع الزمن، بالرغم من أن المؤشرات الجيوسياسية والعسكرية والاجتماعية والحضارية تنبئ باستحالة بقاء الكيان السرطاني الصهيوني طويلا.
المصدر : https://tinghir.info/?p=27507