احتضن المركب الثقافي والاجتماعي بالرشيدية ، أشغال المجلس الإداري الأول للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ، بوم الثلاثاء 28 مارس 2017 وترأس أشغال هاته الدورة السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، ، بحضور 38 عضوا من أصل 42 من أعضاء المجلس الإداري بمختلق مكوناته.
وخصصت أشغاله لشقين، الأول وطني، تضمن كلمة تأطيرية للسيد رئيس المجلس قدم خلالها سياق ومرجعيات وخطوات تنزيل الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 عير المشاريع المندمجة ؛ ثم الثاني جهوي، يتجلى في تقديم الحصيلة المرحلية لتنزيل المشاريع المندمجة على مستوى الأكاديمية؛ وتقديم مشروع برنامج العمل الجهوي المميزن برسم سنة 2017.
وفي كلمة له، ، أكد السيد وزير التربية الوطنية رئيس الدورة، أن خصوصية الدورة الحالية للمجلس الإداري، تتمثل في انعقادها في مرحلة دقيقة من مسار الإصلاح التربوي، مما يحثنا على جعل هذه الدورة، دورة متميزة، ترقى إلى مستوى هذه اللحظة التربوية الخاصة، من خلال تركيز النقاش على البعد الاستراتيجي للإصلاح، والتداول في مضمونه، وفي آليات تفعيله، وفي شروط إنجاحه، إن على الصعيد الوطني، أو على مستوى جهة درعة تافيلالت.
وأبرز أن السياق الذي يطبع هذه الدورة، ويكسبها خصوصيتها المتميزة، كونها أول دورة تعقد في إطار الصيغة الجديدة للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وفق التقسيم الجهوي الجديد للمملكة، الذي نعتبره خطوة أخرى في مسار تعزيز الجهوية المتقدمة.
كما تتميز هذه الدورة، بكونها أول دورة تنظم في سياق التفعيل الشمولي والنسقي للرؤية الاستراتيجية، من خلال المشاريع المندمجة، ومن بين الأهداف الأساسية، لهاته الدورة تقاسم مضامين المشاريع المندمجة لتفعيل الرؤية الاستراتيجية، وتملكها الجماعي، وتلمس شروط إنجاحها، وفي مقدمتها التعبئة الجماعية حول أوراش تطبيقها.
وشدد السيد الوزير على أن الأجرأة الفعلية لأهداف الرؤية الاستراتيجية، وترجمتها إلى مخطط عمل تنفيذي، يقتضي اعتماد منهجية عمل محكمة تسمح بالانتقال من الأهداف الاستراتيجية الممتدة إلى غاية سنة 2030، إلى مخططات عمل قريبة المدى، وإلى برامج عمل سنوية، وذلك على كافة المستويات الوطنية والجهوية والإقليمية، وحتى على مستوى المؤسسات التعليمية من خلال مشروع المؤسسة.
ولهذه الغاية، اعتمدت الوزارة منهجية التخطيط الاستراتيجي، ومقاربة التدبير بالمشروع في تنزيلها لمضامين الرؤية الاستراتيجية، بالاستفادة من التراكمات المحققة خلال التجارب السابقة، وبإعطاء دور أكبر للمستوى الجهوي في تفعيل المشاريع المندمجة.
أما بخصوص آليات تنفيذ وتتبع المشاريع المندمجة، فهي تتمحور حول ستة مكونات أساسية، تتمثل في وضع نظام وآليات القيادة والتتبع على كافة مستويات المنظومة، و إرساء وتفعيل وتنشيط فرق المشاريع المركزية والجهوية والإقليمية؛ و تقوية القدرات التدبيرية لمختلف المتدخلين من أجل تمكينهم من التفعيل الأمثل للمشاريع التي يشرفون عليها؛ إلى جانب التأطير العملياتي والميزانياتي للأهداف والمشاريع المعتمدة من أجل ترجمتها إلى تدابير وعمليات وميزانيات محددة في الزمان والمكان؛ فضلا على إرساء وحدة معلوماتية للمساعدة على التخطيط والبرمجة والتتبع والتقييم؛ و كذا وضع خارطة طريق استشرافية للتنزيل الأنجع للمشاريع المندمجة.
وفي عرضه قدمه السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت الحصيلة تنزيل المشاريع المندمجة برسم للسنة المالية 2016 ومشروع برنامج العمل المميزن للسنة المالية 2017 من خلال المشاريع المندمجة الـ16، المنبثقة من الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015/2030 بكل وتدابيرها وميزانيتها، سواء الاستغلال أو الاستثمار.
وتبلغ الاعتمادات المخولة للأكاديمية برسم السنة المالية 2017 ما مجموعه 531 مليون و41000 ألف درهم، منها 196 مليون و600 ألف خصصت لميزانية الاستغلال، 334 مليون و810 ألف درهم ميزانية الاستثمار، منها 214 مليون و962 ألف درهم اعتمادات أداء و 119 مليون و848 ألف درهم اعتمادات التزام.
وخلال جلسة المناقشة، قاربت تدخلات السادة أعضاء المجلس، مختلف الإشكالات التي تعرفها جهة درعة تافيلالت باعتبارها جهة محدثة مع ما يستتبعه ذلك من ضرورة اعتماد التمييز الإيجابي الذي تستحقه ، كما عبرت عن انتظاراتها في مختلف المجالات سواء ما يهم تنويع العرض المدرسي وتوسيعه، أو تنويع الدعم الاجتماعي وتعميمه والتجهيزات وأنسنة الداخليات وتأهيل المؤسسات التعليمية وتعويض البناء المفكك وترشيد الماء والكهرباء وغيره. وكان اللقاء فرصة لاقتراحات مبدعة وتميز الجهة و تحصين المؤسسات وأبدى مختلف شركاء منظومة التربية والتكوين رغبتهم الجماعية في دعم قطاع التربية والتكوين بكل الوسائل والامكانيات، ومن خلال مبادرات مؤسساتية وقطاعية ومدنية تتوخى الارتقاء بمؤسساتنا العمومية بهاته الجهة.
عقب ذلك، أثنى رئيس الدورة على تدخلات السادة أعضاء المجلس وغيرتهم على القطاع اقتراحات ومبادرات، مقدما في هذا السياق عددا من التوضيحات حول منهجية الاشتغال والاعداد لمشروع برنامج العمل المميزن للسنة المالية 2017 وآليات تتبعه وتقييمه المنتظم لتفعيله في الميدان، داعيا كل الشركاء إلى تنويع مصادر التمويل لدعم مشاريع القطاع في المجالات الثلاث التي تتناغم ورؤية 2030 الاصلاحية.
وشدد السيد رئيس المجلس الاداري على ضرورة التركيز على التعبئة المجتمعية حول المدرسة المغربية .وانسجاما مع التدابير الواردة في المشروع المندمج التاسع ، خاصة ما يرتبط بتشجيع التميز والنبوغ ، فقد كانت الدورة مناسبة لتتويج مجموعة من تلميذات وتلاميذ الجهة المتفوقات والمتفوقين الذين مثلوا الجهة خير تمثيل باحتلالهم المراتب الأولى في منافسات و تظاهرات وطنية أو دولية ومجالات عدة كالمجال الرياضي و مجال أولمبياد الرياضيات والبيولوجيا ، ومجال الربوتيات ، وكذا في مجال التربية البيئية، مجال الكتابة والرسم حظي بتتويج الى جانب مهارات التجويد والترتيل .
وفي الختام، تمت تلاوة البرقية المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره.
المصدر : https://tinghir.info/?p=27264