“عروس تودغى” كتاب للباحث في التراث المحلي  الأستاذ زايد جرو عدد صفحاته 144 بلوحة فنية من إنتاج الفنان  رشيد عديدو ،الكتاب يهدف  حفظ التراث  الفردي والجماعي للجنوب الشرقي في الأعراس وبعض العادات التي ما زالت مستمرة كاللبس والحلي  والأهازيج والتي حافظت عليها  القبائل رغم التحول والتحديث ،و فيه بعض من تقاليد الزواج بواحات الجنوب الشرقي بين التين والزيتون، والنخيل والأودية ، بعادات متأصلة ومتجذرة حيث  الزواج له أعراف  يجب احترامها ، ومن خرج عنها  فقد يعترضه البؤس والقبح  لأنه رغب في تحويل الاختيار  من الجماعي للفردي.

 الكتاب يهدف ايضا نشر ثقافة  أصيلة معرضة للضياع والتلف والنسيان ، لتجاوز بعض تعثرات المجتمع المدني، نشدانا للصلح بين مكوناته من أجل التعايش السلمي بين كل القبائل للغد الجميل للجنوب، ويتضمن مجموعة من النصوص السردية منها :

عروسي من تودغى

–  الطالب علال

–  مدرستي شقاوتي

–  صباط الباشا

 – الزّا باعسين

 وغير ذلك من النصوص   الحكائية.

الكتاب  فيه فضاءات وأمكنة هي ملهاة ومأساة، صمدت أمام صروف الأزمان، تحمل الداء والعافية في أحشائها حيث قال الكاتب في المقدمة : ” أنتقل في المؤلف من مكان لآخر دون عد الزمن …وهذه الأمكنة هي لسان حالي وحال كل من مروا قبلي أوبعدي، بغير اتساق نمطي، وهي وعي شقي باللامساواة الاجتماعية، وسخرية من حياة لم تعرف البهجة إلا لماما ….”

 وحاول من خلال مقاطعه السردية  أن يجعل من الشخوص  التي اشتغل عليها  روادا تنطق،  لتشاركه الحدث وتفرض على قلمه ألوانا من التخييل، وهي مرسومة بدقة في النص لكن إطارها العام غامض، لأنها لعبت وظائف في تشكيل الوعي التراثي الجماعي، وكأنه بها أراد أن يطرح على القارئ لغزا يلازمه من بداية  الكتاب حتى  النهاية مفاده : أيكون الكتاب قصصا من نسج الخيال، أم سِيرا ذاتية واقعية من نبع الأحداث، أم هما معا ؟..

 لغة  الكتاب بين العربية الممزوجة باللغة الأمازيغية  دون أن يثور على أية واحدة لأنهما معا موشومتيْن في ذاكرته منذ الطفولة، رغم أن الكتابة في كثير من الأحيان بدون اللغة الأم هي محنة  كما يقول لا يقَدِّر مداها إلا المشتغل في اللغة …فهي الأليَق والأجدر للكتابة من غيرها

 يحكي الكاتب  بلغة التخبئة أحيانا، وأحيانا أخرى يسافر بوجهه سافرا غير محتشم، ويلج غمار الوقائع ويخوض مع الخائضين،  ليطلع القارئ على بشاعة المناظر الاجتماعية، من خلال كثافة الأحداث. .قد تسرقه الأيام والليالي وقد تنتهي لحظات عشقه لنفسه  ومحيطه، لكن هويته تبقى محفورة في ذاكرة الجماعية .

 الكاتب زايد جرو  في سطور :


*زايـد جرو كاتب من مواليد 1963 بقصر مزكيدة  الريصاني إقليم الرشيدية متزوج وأب لطفلين.

*أستاذ باحث في التراث المحلي ومهتم بالشؤون التربوية.

*فاعل جمعوي.

*إجازة في الأدب العربي .

*تخصص أدب أندلسي بالدراسات العليا بفاس.

* أستاذ ثانوي تأهيلي ،خريج  المدرسة العليا للأساتذة بفاس.

*مراسل صحفي لمنابر إعلامية مختلفة.

* له مجموعة من المقالات الأدبية نشرت في جرائد ورقية وإلكترونية.

* صدر له : أوراق من تودغى .عروس تودغى  وكتاب في طور الإنجاز سيصدر لاحقا.

10729_jj_251465160