يعيش أبناءتنغيرمنذ أيام على وقع الاستمتاع واللعب في ملهى للأطفال يتواجد بالقرب من تعاونية الحليب غير بعد عن مركز المدينة. الملهى “متعدد المرافق” ومنذ فتح خدماته يعرف إقبالا كبيرا من قبل كافة الفئات العمرية وخاصة من الأطفال الصغار هذا في ظل غياب ونقص أماكن الترفيه بتنغير.
في الحقيقة شيء جميل أن تجد العائلات والأطفال متنفسا للترويح عن النفس وإيجاد فرص لعب لأبنائهم والهروب من “الروتين” اليومي ومشاغل المنزل.
لكن المثير في الأمر أن الإهمال والتقصير الذي تعيش عليه بعض الأسر وانعدام التواصل بينها وبين أبنائها يدفع الأطفال إلى استغلال هذه الوضعية بشكل سلبي ويطرح معه أسئلة حول دور الآباء في متابعة سلوكات أطفالهم ومراقبة الأماكن التي يرتادونها بشكل مستمر.
هذا الاختلال في لعب الأدوار الكاملة يفتح المجال أمام العديد من الأطفال للإعتماد على النفس وتكوين شخصياتهم في الشارع والتعرض للاستغلال والعيش في واقع مادي مر، ولا يرحم، ويخضع لقوانين لا يفهمها إلا القليل نظرا لحداثة السن والبراءة.
ويبقى “ملهى الأطفال” الذي نحن بصدد الحديث عنه والمتواجد بالقرب من تعاونية الحليب خير تجسيد لهذا الاختلال الكبير وتعريض حياة الأطفال للخطر دون حسيب ولا رقيب وفي ظل غياب أدوار الآباء والأمهات ؟.
فالمكان يرتاده يوميا العشرات من الأطفال يأتون من المناطق المجاورة ويدفعون النقود ببراءة للعب والاستمتاع لبعض الوقت لكنهم أمام جشع الشركات التي تقدم خدماتها يعرضون أنفسهم للخطر ولا يشعرون.
فبعض المرافق التي عايناها تعرف ازدحام كبير وتوافد العشرات وتنعدم بها أبسط شروط الآمان والسلامة ولعل الصورة المرفقة بالمقال خير دليل وكأن الجميع ينتظر الفاجعة ؟ وبعدها يبحث الجميع عن كبش فداء.
أمام براءة الأطفال وعدم تحمل الآباء لمسؤولياتهم الكاملة وعدم مراقبة السلطات لجودة الخدمات التي تقدمها الشركات، يبقى الأطفال أضعف حلقة تتعرض للإستغلال والخطر الذي يتهددهم ولا يسعنا إلا أن ندق ناقوس الخطر ونطلب السلامة كما نحمل الجميع المسؤولية إذا حدث أمر ما غير مرغوب لا قدر الله.
لحسن فاتحي
المصدر : https://tinghir.info/?p=2704