الحياة عبارة عن تفلسف مستمر في الزمان و المكان..تدفعك في مقاطع مسلسلها للتساؤل كلما غصت في مطالبها عن ماهية الوجود و المغزى منها و المدى الذي ستبلغه في حيثياتها؟؟
لتدس بك في وضع أطروحات تستلزم الإجابة لتدلك في فصولها عن معاني تتخبط فيه- كما تتخبط الفئران في مصيدة الصمغ التي تجعلها عاجزة عن الفرار في الوقت الذي لا تجد فيه خيارا آخر لوضع حد لحياتها فتتسمر في مكانها إلى أن يباغتها القدر- و تخاطب نفسك محدثا إياها بكل تناسق و عناية في حوار رفيع.. يتكبد فيه الأنا الأعلى مسؤولية القيم الإنسانية من شر و خير, و سعادة و شقاء, و حب و كره, ليستحضر الأنا فصول المصلحة المعيشية و الرغبات النفسية مرورا بالحاجات العضوية ليختتم أطروحته بالأحاسيس النرجسية التي تفسر النجاح من الفشل و الراحة من العذاب و التميز من التهميش و البروز من الخفاء.
أما مكون الغير فيجعلك مستغربا لتفتح نقاشا فكريا يستمد قوته من التعريف الذي تؤمن به بخصوص العلاقات التي تربطك به لينتج كلمات تحمل في حقل دلالتها عن مقومات تجعلك تنغمس في دالة جيبية تعلو معادلتها لتفرز الشموخ و القيمة التي تعطاك من منظور خارجي..و تهوي بعدها لتخلص للاحتقار الحاصل و الغوص في العبودية و الامتثال و هو ما يجعل للمادة قيمة نفيسة تنظم هذه الرؤية التي تجعل منك شيئا غير إنساني فتصير مجرد آلية من الآليات التي تحرك الحياة المجتمعية أو عائقا من المعوقات التي تكبح جماح السيرورة الحياتية لمجموع الغير (المجتمع).
لهذا أقول أن العيش بطابع الفيلسوف يجعلك ترى الحياة بقيمتها العادلة و بحقيقتها الغامضة..لتتمكن من العيش وفق مبادئ تنظم مسارك و تقودك للاستقرار النفسي بغض النظر عن هويتك العرقية و انتمائك الديني..
فكل فرد يمارس طقوس الفكر الذي يقتنع به سيعيش و معه الأجوبة الشافية الكافية التي تجعله عاديا في باطن نفسه رغم غربته في دستور غيره…فكن فيلسوف نفسك تعش راضيا في قانون مملكة كينونتك.
المصدر : https://tinghir.info/?p=26556