تتوقع الأوساط الاعلامية و السياسية فوز حزب ” الحرية ” الذي يقوده اليميني المتطرف خيرت فيلدرس بالاستحقاقات النيابية التي تجري في 15 من شهر مارس المقبل بهولندا . التكهنات تشير الى حصول الحزب المذكور على اكثر من ثلاثين مقعدا وهذا يعني حصوله على المرتبة الاولى بالرغم من التردد الذي يتم التحدث عنه لدى الناخبين الذين عادة ما يغيروا مواقفهم في اخر اللحظات اثناء التصويت .
الاستطلاعات تشير الى تفدم اليمين و اليمين المتطرف مع تقدم الأحزاب اليساريةً الغير ممثلة في التحاف الحكومي كحزب اليسار الأخضر الذي يقوده يسه كلافر من أصول مغربية ، الحزب الاشتراكي و حزب الوسط الديموقراطيون 66.
اما الحزب العمالي المشهود له بتاريخه النضالي الى جانب القوات المهمشة و المهاجرينً فانه سيلقى هزيمة نكراء إذ كل التوقعات تشير الى فقدانه عدة مقاعد خاصة و انه و خلال الانتخابات البلدية السابقة مني بهزائم قاسية، بعدما تمكنت احزاب شعبوية و اخرى صغيرة التقدم عليه و العادة من خارطة العمل و التسيير في كبربات المدن الهولندية ( دنهاخ – روتردام و امستردام )
و من المنتظر ان يتلقى الحزب المذكور مزيدا من الضربات خاصة و ان الشعب الهولندي له مزاجية خاصة في التصويت و في اختيار مرشحيه ، المواطنون يتأثرون بالبرامج الاعلامية و لا تهمهم البرامج السياسية للأحزاب و عادة ما يلجؤون الى العقاب في اختيار الأحزاب التي يتم التصويت عليها .
وبما ان هولندا لا تشذو عن حقيقة التطورات السياسية العالمية خاصة بعد الرئاسيات الامريكية و اختيار ترامب ، فان المتطرف خيرت فيلدرس سيستفيد من هكذا وضع في أمريكا ، فرنسا و بلجيكا بعد الهجمات الإرهابية ليوظفها لتخويف المواطنين من خطر ” اسلمة اوروبا ” . و لذلك نجده في كل خطاباته السياسية يدعو صراحة الى إغلاق الحدود وإغلاق المساجد . بل وصلت به الحماقة السياسية و التهور الى ضرورة منع القران ومنع تداوله مثل المنع الذي طال كتاب أودلف هتلر ” كفاحي “. هكذا يتغذى الاسلاموفوبي من المستنقع ليشن حملاته الفائمة على الحقد و الكراهية .
لكن فوز هذا الحزب المتطرف لا يعني بالضرورة رئاسته للحكومة لانه ملزم بالبحث عن حلفاء له لتشكيل الحكومة. و هذا مستبعد جدا خاصة ان أغلبية الأحزاب التقليدية منها او المعارضة لا تثق في برامج هذا الحزب الذي ولد فاشلا و فاقدا للرؤى السياسية الاقتصادية و الاجتماعية و مازال الكل يتذكر سقوط الحكومة التي كان وراءها خيرت فيلدرس عندما فشل في مسايرة الحزب الليبرالي الذي أنشق منه . هذا من جهة و من جهة اخرى فحزب المتطرف خيرت فيلدرس ليس حزبا بالمفهوم السياسي للكلمة لطابعه الدكتاتوري فزعيم الحزب يلزم الجميع بتبني مواقفه المعادية للاجانب عامة و للمسلمين خاصة، و هذا ما يفسر استقالات عدة لنوابه و أعضاءه وكذلك استمرار الفضائح الاخلاقية و المالية و المحاكمات المتتالية ضد بعض من نوابه ممن تورطوا في ممارسة العنف ضد المواطنين ، عنف و تهديد لم ينج منه حتى مستخدمون بمقصف البرلمان بلاهاي .
المصدر : https://tinghir.info/?p=26077