من الشخوص التي بدأت معرفتي بها مشاكسة بتنغير هو صاحب عمود شذرات في الجريدة الالكترونية ناس هيس، الذي خص عمودا له بها يحمل عنوان” شذرات” وكنت صاحب عمود “أوراق من تودغى” وكانت الكتابات في العمودين ذات بعد روائي وفكري مميز، وكانت الحساسية بيننا مرتفعة فوق الصفر درجات، وكانت الحرب باطنية كما اعتقد، لكنها لم تكن يوما ذات بعد حقدي غائر، فرغم الاختلاف، ورغم تباعد السن بيننا، فقد وحدتنا الكتابة وبعض الهموم المشتركة ذات الحمل الثقيل حول أرض تودغى، فالأكيد أننا مختلفون طبعا في الرؤيا وفي بعض التوجهات الإعلامية بين الانتماء لذاك اعتقادا وبين النفور منه، لكن العيار الأخلاقي كان المُسيرالمتحكم فينا دائما… نحن طبعا من أجيال مختلفة في العمر، و في نوع المرجعية، ونوع الثقافة، لكن القيم والعضوية توحدنا ، وقد نتراشق بالحروف لكنها تنهزم حين اللقاء، والاختلاف طبعا هو اختلاف فكري و لم يفسد الود بيننا ابدا ، فما زلنا أصدقاء وما زلنا إخوة رغم التباعد ورغم الاختلاف وما أجمل ما نختلف فيه وهو متعدد بالأكيد وقلّ من يفهمه.
تابعت شذراته في عبوش وكدت أخلط بين الواقع والمخيال في إبداعه لدقة الوصف وتشابك الأحداث في المقاطع بأسلوب خاص ب سليمان محمود، ابتعد عن الإعلام ربما قليلا، وكان بعده خسارة كما ابتعد آخرون مثل لحسن فاتحي وعبد الحكيم الصديقي وكان بعدهم وابتعادهم خسارة كبيرة أيضا لتنغير.
البارحة كانت عبوش بين يدي سليمان محمود طوعها في بيت مظلم ضيق تفوح منه شهوة رائحة الجنس والمتعة الآنية المرحلية تخيلا وربما مكتوب على باب ذاك البيت ” ممنوع الدقان ” فحكت له المسكينة عبوش نوادر وشذرات من سالف العصور والأوان وغابر الأزمان، وباحت له بالسر الذي لن يحكى إلا له … واليوم بيده عروس تودغى وهي عفيفة نقية ارتدت أجمل مما ارتدته ملكات بابل من حلي تودغى الخالد وبرداء فضي خاص ….مسكها بين الأيدي يسائلها وهو وحيد في فضاء شاسع عال مطل على الحياة… تُرى هل يطوعها لتحكي له سرا ما دريته وقت الكتابة والتخيل ؟ أم ستكون ممتنعة بقوة وعنف كما تمتنع فتيات تودغى على كل الباحثين عن النشوة واللذة العابرتين.
سليمان محمود صديقي في الكتابة: افعل بالأنثى خيرا فلا أريد لعروس تودغى ان تكون طيعة فهي الممتنعة الجاحدة، فمهما اقتربت فلن تحظى منها إلا بنظرة خاطفة إلا إذا كانت نيتك عقد وقران … فمرحبا بك عريسا وضيفا لكن بشروط أهل تودغى في الزواج والقران والعادات في الأعراس.
المصدر : https://tinghir.info/?p=25892