يشكل المستوصف الحضري -سيدي داود- بورزازات نموذجا حيا لسوء التسيير و الزبونية الرخيصة بأبشع صورها، فخلال زيارتنا لهذا المكان البئيس الذي يشبه حماما شعبيا، وجدنا المكان مملوء بالمرضى ويوزع عليهم الأرقام موظف يظن أنه وزير الصحة، قبل أن يصرخ في وجه المرضى “لقد انتهت الارقام عودوا ادراجكم الى الغد”، إنه فعلا منظر يوحى بأننا نعيش التهميش والزبونية، كما نعيش تطبيبا يعود لقرون غابرة.. الطبيبة لا تلتحق بالمستوصف الا بعد الساعة 09:30 علما أن المرضى ينتظرونها منذ الساعة السابعة صباحا.
فجأة نكتشف أن الأرقام هي لعبة مكشوفة، لان مباشرة بعد ذلك، بدأ الموظف يستقبل زوارا جددا ويسلمهم أرقاما، و عندما استفسره بعض الحاضرين عن طبيعة هذا النظام الجديد في الاستقبال، أجاب :”هدوك راه عندوهم رونديفوات هداكشي علاش كندخلهوم ديريكت…”! استغربنا” رونديفو في مستوصف صحي “!.
بالرغم من أن دستور 2011 للمملكة المغربية يضمن لكل مواطن الحق في العلاج والعناية الصحية والحماية الاجتماعية والتغطية الصحية(الفصل 31)، الا ان هده الحقوق ليست سوى سطور مكتوبة يمكن للمواطن المغربي الغني فقط الاستفادة منها، ويبقى المواطن الورزازي المهمش مواطنا لا موطن له.
الا يعني الحق في الصحة، الضمان الفعلي للحق في الولوج إلى كل الخدمات الصحية، السؤال موجه إلى «وزير» الصحة، و إلى المندوب الإقليمي لهذا القطاع بورزازات، هل يعقل أن تمارس في مستشفيات و مستوصفات الفقراء العمومية، مثل هذه الصور و الممارسات التي تدل على أننا لا نواكب ما يقع من أحداث متسارعة في عالمنا؟ و هل يعقل أن يكون موظفوكم و أطباؤكم من مثل هذه الطينة التي تكرس الأمراض و الجهل و الفساد في نفوس المواطنين؟
للتذكير، فالفصل 31 من دستور 2011 للمملكة المغربية يقول “تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنين والمواطنات، على قدم المساواة، من الحق في العلاج والعناية الصحية والحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن الدولة والحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة والتنشئة على التشبث بالهوية المغربية، والثوابت الوطنية الراسخة والتكوين المهني والاستفادة من التربية البدنية والفنيةو السكن اللائق والشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل، أو في التشغيل الذاتي وولوج الوظائف العمومية حسب الاستحقاق والحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة والتنمية المستدامة”.
المصدر : https://tinghir.info/?p=25682