املشيل منطقة جبلية تتكون من خمس جماعات ترابية ويقطنها حوالي 35 ألف نسمة ويخترقها وادين ويتعلق الأمر بواد اسيف ملول و اسلاتن (زيز) .
الطبيعة القاسية والمسؤول الفاسد ثنائي كافي لتدمير المنطقة، و في فصل الشتاء تجد البلدة مكسوة بالثلوج وتنقطع شبكة الهاتف وتغلق الطرق امام حركة المرور وتعزل المنطقة عن العالم الخارجي ، وتزداد محنة الأهالي في هاته الرقعة الجغرافية التي تذرف دموع الحكرة في صمت رهيب لا تسمع شيء دون صفير البرد الذي يتردد بين نوافذ وابواب المنازل الذي يجبر الأسرة لتجلس امام المدفأة وينتظرون المصير المجهول ، وتتوقف جميع الأنشطة في المنطقة .
نؤمن بأن التعليم هي الوسيلة الوحيدة لتنمية المنطقة لكن هذا القطاع الحيوي لم يرقى بعد إلى تطلعات الساكنة المحلية ،حيث نجد في المنطقة ان كل الحجرات الدراسية لا تتوفر على التدفئة وجل النوافذ مكسرة مما يؤدي الى ارتجاف الأطفال بردا داخل الاقسام حتي يصل بهم الأمر إلى التبول في ملابسهم دون شعور ،أما التعليم الاعدادي والثانوي نسجل في هاته المرحلة أعلى نسب الهدر المدرسي وأسباب ذلك :
الفقر المدقع الذي يقف أمام الأسرة دون تعليم أبنائها ،بعد المؤسسات التعلمية والاكتضاض داخل الاقسام مع غياب بعض المواد التكنولوجيا والعلمية التي يتفرغ إليها أبناء وبنات المنطقة …..؟
التطبيب هي مهنة نبيلة لا نجدها في املشيل ويبقى قطاع الصحة هي المعضلة الكبرى بالمنطقة لا ينتهي الشهر حتى نسمع بأن فلانة فقدت جنينها او توفيت هي او هما معا في طريقهما إلى مستشفى مولاي على الشريف الذي أصبح مقبرة حوامل املشيل، لأن كل المراكز الصحية لا تتوفر على أطباء عامين لهم تجربة في المجال أما المتخصصين من سبع المستحيلات ان تجدهم في املشيل أما التجهيزات كلها معطلة ومتهالكة،حيث لم تجد في هذا القطاع سوى أطر مبتدئة في الميدان “سطاجير” وبنايات الفارغة من الادوية والاجهزة……؟
فكما تعرفون ان المنطقة يخترقها وادين اسلاتن واسيف ملول الذان يتسببان في عدة مشاكل في القطاع الفلاحي الذي يعتبر هو المصدر القوت اليومي للساكنة يعاني بدوره من العواصف الرعدية والفيضانات صيفا التي تأتي على الأخضر اليابس كل هذا يؤدي إلى خسائر مادية مهمة للفلاح الضعيف امام هذا الواقع المر دون ان تتدخل الدولة ببرامجها للحد نسبيا من السيول الجارفة للتربة وتعويض الفلاح كما تفعل في مناطق اخرى ،اما الكسابة لا حولة ولا قوة لهم يجدون انفسهم بين مطرقة الطبيعة القاسية وسندان المحتكرين للاعلاف ويستغربون عندما يسمعون بان هناك شعير مدعم يستفيد منه اقرانهم في مناطق أخرى وبالكمية التي تفوق بكثير مايتوصلون به ……؟
وبحكم المنطقة جبلية تبقى مسالكها واعرة كلما جادت علينا السماء بقطرات مطرية او تساقطات ثلجية انقطعت الطرق امام حركة المرور وتعزل الدواوير لمدة معينة، في املشيل فقط تجد مواطنون مازلو ينتقلون في مسالك جبلية فتحها المستعمر الفرنسي دوارتاوريرت نوساين وايت عبدي نموذجا في مغرب تيجيفي وترام والطرق السيارة……. والمواطن مزال يقطع مسافات طويلة على الأقدام لأن الطريق غير معبدة .
منطقتي تذرف دموع الحكرة الحارقة لأنها فهمت ان المسؤولين الاقليمين تحالفو مع الطبيعة القاسية ضدها واتفقوا ان لا يفارقوا مكاتبهم المكيفة رغم ان الدولة وفرت لهم سيارات فارهة والبنزين الكافي .
متى تجد المنطقة ابنائها وبناتها ليمسحوا دموع الحكرة التى أحرق وجهها؟ متى سيؤدي المسؤول الفاسد مهامه بكل مسؤلية وضمير حي؟
المصدر : https://tinghir.info/?p=24572