للمرّة الأخرى تعُود تلك النائمة
تكتبُ بمِـداد الألــم؛
أن الحُب ضربٌ من الخُــرافــــة
تِمْثالٌ من الوهْم عليه كثيرٌ من العِبادة
والعلــمُ في زمن ها الحُكومة نـذالــة
حُبّه فريضَــة عنــــد الأوليــــن
وعندهم، قُبْلة شارِدة من سِجلِّ المُحبين
تعْبُر أديــم الجسَـــد ثـم لا تبِيــــــن.
…..
قبْلهُم، كانت المَدرسَة مُتون العاشقين
حُروفها وبحُوثها كنغمات العازفيــن
وأنهــار خمر لــــــذة للشاربيــن
أما الآن، فقد أضْحت بكُل أنيــن
مَوءودة أحْزانٍ تعْبثُ بها الجَهالة
تزيدها قرارات المَنع سِمة الحَقارة
يُمسِك خِصْرها وحْشٌ لا يعرفُ الدُّعَابة
لم يتعَلــم أن الحُب لطـفٌ وسَلاسـة
وأن المدرسة مَجّانيـة والعلم حقيقـة
لم يقتنِص من بَحر الدِّين الذي ورَّثـوه
غير التعَــدد وفنُــون المُضــاجعــة
فراح يَحْـرُث الشعب أنّى شــــاء
دون حشمــــة.
….
وقبل أن يصُوم قلم النائمة عمّا فات
وقف الزّمـان ذهُـولا من كائِنـــات
سَدّت نوافـذ عُـقولها وأَبَتْ أن تنيـر
مَرَّغت الشعـب فــي وحْل الضنـك
وأقرّت جهــارا بالمزيــــــد.
شرذمة جُهّــال من العهد القديـم
تقتل التنويــر
وتفتحُ أبواب الفسْق والتزويـــر
تشـــرِّد الحُقــــــوق بالتعزيــر
وتجْتهد فــي فضل بَـوْل البعيـر.
تُمزق أوصَـــال الفقيـــر قصْدا
وتنسى أنها -عن علم خُبثٍ –
تدفعُه نحــو الافتــــراس كَـرْها.
……
المصدر : https://tinghir.info/?p=23494