على نغمات تموايت و إيقاعات أحواش ،أحيدوس و الركبة ودع جمهور مدينة ورزازات الدورة العاشرة لمهرجان تموايت ( الملتقى الشعري و الموسيقي للمدينة )،دورة عاشرة و المهرجان يكمل عقده الأول، دورة عاشرة و السؤال كان فعلا مؤرقا و الحلم كان جبلا، لكن جمعية أنفاس ورزازات للبحث الفني و الثقافي استطاعت أن ترتقي هذا الجبل دورة بعد أخرى و مازالت قمته تعلو بعد كل ارتقاء، لكن هذا الارتقاء لم يكن ليتحقق لولا عناد العاشقين و اصرار العارفين.
هكذا بدأت الحكاية منذ سنة 2005 لتتواصل طيلة عقد من الزمن لتجيب الدورة العاشرة لمهرجان تموايت عن السؤال المؤرق للمنظمين ليكون الجواب : فعلا تستحق المدينة فرحة أخرى و موعدا للحلم ،تستحق المدينة أن نصعد بذوقنا و حواسنا لنتنفس بشكل طبيعي، تستحق المدينة ان يكون حلم تموايت حلم مدينة بأسرها.
الدورة العاشرة لمهرجان تموايت، سفر شعري، موسيقي و غنائي على مدى أربعة أيام من الحلم و الانتشاء، أربعة عروض موسيقية شعرية و غنائية متكاملة :
1 – ” سفر ” : صرخة الشعر في احتفاءه بالحياة، كما في أدغال السفانا الإفريقية أو في تموايت ترددها جبال الأطلس، الاحتفاء بالكلمة و بالإيقاع في اليومي المعاش، إنها الحياة، نغم متواصل و إيقاع لا ينتهي من البوح الجميل :إيقاعات الحياة، إنها صرخة الولادة المتجددة.
2 – ” وصل ” : كما قالت عنه الفنانة الفلسطينية كميليا جبران : ” في العالم العربي وبشكل عام هناك لغة عربية فصحى واحده هي لغة الكتابة والقراءة ، بينما تعيش وتترعرع العشرات العشرات من اللهجات المحكية، ترك لنا تراثنا الأدبي الغني ، و بالإضافة الى القصائد المكتوبة بالفصحى وبالعامية ، بعض الأمثلة على مواضع تعايش اللغة الفصحى واللهجة المحكية في القصيدة الواحدة ، مشروع وَصْل يأتي على نقطة تقاطع لكل هذه الخيوط “.
3 – ” عود على بدء ” مشروع فرقة” زمرد ” من الدار البيضاء : يدعو هذا المشروع الجديد الى العودة الى مصادر الموسيقى العربية، خاصة الموشح باعتباره المدرسة الابتدائية الأولى بامتياز لتعلم الموسيقى والغناء والمقامات العربية، لكونه يقدم لنا أيضا الموشح كفرصة لإعادة اعتبار هذا الشعر الذي يكاد يهمله الشباب الجدد في عالم الغناء والموسيقى.
4 – ” مزيج ” : عمل جديد و مساهمة في الارتقاء بالأغنية المغربية إلى العالمية، يعكس رغبة السوبرانو سميرة القادري المستمرة في إعطاء الموسيقى المغربية بمختلف روافدها المغاربية والعربية والمتوسطية بعدا كونيا، بحكم غناها الثقافي الذي ينبني على الامتياز الجغرافي والتاريخي لحوض المتوسط ، في محاولة ل “تطويع” التراث الشعري الاندلسي وإخضاعه لقوالب موسيقية متجددة وحالمة تسافر بالمتلقي نحو عوالم من الحلم والجمال.
كما حضرت الموسيقى حضر الشعر، و حضر شعراء رصعوا سماء تموايت بقصائد في الشعر الفصيح و الزجل و الشعر الأمازيغي و حضرت تجارب دولية من إسبانيا، إيطاليا، هولندا ومن المملكة العربية السعودية.
مهرجان تموايت ملتقى الفنون و الإبداعات، اللون يساير الكلمة و النغمة ،معرض للفن التشكيلي بمختلف تلاوينه و تشكيلاته الإبداعية، معرض بألوان و مدارس مختلفة من المغرب ،فرنسا و المملكة العربية السعودية، و ورشات تشكيلية لفائدة فنانين محليين و مائدة مستديرة تناقش أسئلة الفن التشكيلي المعاصر.
يسدل مهرجان تموايت الستار عن دورته العاشرة لكنه كسب رهان المزج بين مختلف الصنوف الفنية و الأدبية و الإبداعية التي جعلت منه مهرجانا للتنوع و الاختلاف الثقافي و الفني ( الموسيقى ،الشعر، الفكر، التشكيل، السينما و المسرح) .
البعد التربوي حاضر في مفكرة تموايت، حيث جددت جمعية أنفاس ورزازات للبحث الفني و الثقافي اللقاء بالأندية الأدبية المبدعة بالمدينة ، لقاءات أدبية حميمية بين المبدعين و التلاميذ لرسم خارطة طريق نحو الكتابة و القراءة و الحلم و الإبداع.
و اعتبارا لاحتضان المغرب لقمة المناخ ، كانت الدورة العاشرة لمهرجان تموايت شريكا رسميا للتظاهرة، وقد برمج المهرجان ارتباطا بكوب 22 ندوة علمية حول موضوع ” التصحر بالجنوب الشرقي : الواقع و البدائل الممكنة ” بمشاركة أساتذة و باحثين و خبراء في مجال المناخ و البيئة.
مسك ختام المهرجان أمسية تراثية بقصبة تاوريرت التاريخية بمشاركة فرقة أحواش ورزازات ،أحيدوس قلعة مكونة و الركبة من زاكورة، ليعلن مهرجان تموايت من قصبة تاوريرت التاريخية اكتمال عقده الأول، و استمراره في سبيل إعلاء قيم الحب و الجمال والتسامح و الإخاء و السلام.
المصدر : https://tinghir.info/?p=23207