عقدت جمعية تنغير الكبرى بتعاون مع المستشفى الجامعي محمد السادس مراكش و جمعية متصرفي المستشفى الجامعي و المرصد المغربي للأجيال المقبلة، ندوة بقاعة (محمد حريف) بالمسشفى الجامعي بمراكش يوم 5 نونبر 2016، إبتداءا من الساعة الثالثة زوالا ندوة تحت عنوان: “البيئة وتحديات التغييرات المناخية”.
تم افتتاح الندوة بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، حيث طرح الأستاذ المسير (علي عرقوبي) توطئة للقاء بالإشارة إلى إشكالية الاحتباس الحراري وانعكاساتها على المغرب والعالم، مشيرا في ذلك إلى إشكالية السبل الكفيلة للحد من هذا المشكل الكبير.
ليلقي بعد ذلك رئيس جمعية تنغير الكبرى (أمحمد أعبي) كلمة رحب فيها بالحضور الكريم، منوها بالحاضرين الذين تكبدوا مشاق السفر والحضور من مدن بعيدة (الراشيدية، تنغير، الرباط، الدارالبيضاء..)، مشيرا في ذلك إلى بعض المجهودات المبذولة من طرف المغرب ( الطاقة الشمسية والريحية).
بعد ذلك تطرق السيد ( خالص عبد الرحيم) رئيس جمعية متصرفي المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش لإشكاليات عميقة وجب الوقوف عندها في سياق التحديات المناخية الراهنة، من قبيل دلالة البيئة؟ معنى التغيرات المناخية وعلاقتها بالبيئة؟ مامدى إمكانية تحقيق التنمية المستدامة؟ ودور الفاعلين في ذلك؟ دور الدولة ومؤسسات الحكامة؟..
في نفس السياق اغتنم السيد (علي عرقوبي) فرصة النقاش للإدلاء بكلمة السيد هشام نجمي رئيس المستشفى الجامعي الذي تعذر عليه الحضور لإلتزامات مرتبطة بمؤتمر قمة الأطراف المزمع تنظيمها بمدينة مراكش في نونبر الجاري، حيث أشار في مداخلته إلى أهمية التعامل مع جمعية تنغير الكبرى، على اعتبار جدية هذه الأخيرة في تسهيل عمليات ولوج المرضى للمستشفى، وتقديم العون الدائم لأبناء الهامش، مشيرا في ذلك لمجهودات المستشفى في حقل الطاقة النظيفة ( الإنارة الخارجية)، ثم اعتماد مشاريع لتسخين المياه بواسطة الطاقة الشمسية، والعمل على (رسكلة) النفايات الطبية لتحويلها إلى نفايات غير مضرة بالبيئة.
ليتم الدخول بعد ذلك في ثنايا الندوة بإعطاء الكلمة للدكتور ( عبد العزيز يحياوي) الذي أشار في تدخلاته إلى أربع نقاط رئيسة، تجلت تفاصيلها في الحديث عن سياق مؤتمر الأطراف 22 بمراكش، حيث سبق لها أن احتضنت قبل ذلك (كوب 7 سنة 2001)، رابطا بعد ذلك التغييرات المناخية بمسؤولية العنصر البشري الذي ساهم في تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وبالتالي تهديد الكرة الأرضية بالاحتباس الحراري، هذا الأخير سيساهم في رفع درجة حرارة الأرض بشكل يضر بالكائنات الحية على وجه البسيطة.
أشار الدكتور يحياوي كذلك إلى عواقب وخيمة أخرى يمكن أن تؤثر على الفرشة المائية التي ستعرف تراجعا كبيرا بفعل التغيرات المناخية، يواكبها تراجع حصة نصيب الفرد من الماء التي بدأت تعرف تراجعات كبيرة منذ الثمانينيات، وهو ما يطرح بالتالي تحديات متنوعة للتنمية البشرية والتنمية المستدامة.
من جهة أخرى أخد الدكتور (الحسين شكراني ) الكلمة ليلقى إطلالة على جوانب أخرى تتعلق ب (إدماج التغيرات المناخية في السياسات العمومية) باعتباره متخصصا في القانون وأستاذ باحث بكلية الحقوق بمراكش.
افتتح الدكتور المتخصص في العلاقات الدولية مداخلته بالتطرق للإشكال المفاهيمي الذي يطرحه تعريف التغير المناخي في علاقاته بالسياسات العمومية، ودور السلطات المختصة في هذا السياق.مشيرا في ذلك للدلالات التاريخية للسياسات العمومية التي تعود إلى سياسة (النيوديل) التي تبناها روزفلت لإخراج بلاده من الأزمة الخانقة لسنة 1929.
مشيرا في نفس الوقت إلى المجهودات المبذولة من طرف المنتظم الأممي، والتي لا ترقى إلى المستوى المطلوب على اعتبار أن الدول المصنعة (الصين و الولايات المتحدة) ترفض الخضوع لمقرارات هذه المؤتمرات القاضية بخفض انبعاثات الغازات، لما لذلك من اثار اقتصادية وخيمة تقدر بخسارة المليارات من الدولارات.
ليختتم بعد ذلك اللقاء بفتح المجال أمام الحضور للإدلاء بملاحظاته ونقاشاته في هذا السياق، ثم بعد ذلك الخروج بعدد من التوصيات التي سترفع للجهات المختصة في هذا السياق، وهي توصيات ذات أبعاد اقتصادية اجتماعية بيئية…
المصدر : https://tinghir.info/?p=22746