بعد طول انتظار ، و بعد مخاض عسير مع دورات الحياة التي لا تعرف الملل و لا الكلل، أخيرا انطلقت صرخة الحياة مخترقة صمت المنطقة المخيف ، و أعلنت جبال الأطلس الكبير في الجنوب الشرقي للمغرب عن مولودها الجديد باللغة الانجليزية ، و هو رواية للأستاذ عثمان تقريوت ، التي حاول من خلالها الالتفات إلى تلك السنوات العجاف التي مر منها جيل كامل من الشباب متحديا كل العوائق و العقبات التي كابد من جرائها العديد من المعاناة.
إن رواية: ” The Broken Tea Glass” أو “كأس الشاي المنكسر” بالعربية ، تعالج جملة من القضايا الاجتماعية بالمنطقة و تعكس بجلاء ذلك الواقع الصعب الذي لم يسلم تبعاته أبناء المنطقة ، حيث الظروف الاجتماعية القاسية من جهة ، و من جهة ثانية قساوة الظروف الجغرافية التي أبت إلا أن تضع بصماتها على تلك الوجوه البريئة التي كانت تتلمس طريقها إلى رغد الحياة و دفئها.
إن علاقة بطل الرواية “موحى اولكيس” مع مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أسرة ، و مدرسة ،و مسجد ،و قبيلة ، و جمعيات المجتمع المدني ….و غيرها، و تفاعله مع شخصيات أخرى مختلفة داخل الرواية يكشف عن الوجه الحقيقي لطبيعة الحياة التي كان يعيشها إنسان الجنوب الشرقي.
كما تناولت الرواية كثيرا من القضايا و الظواهر الاجتماعية المتفشية حينئذ، كالنفاق الاجتماعي، و الطمع، و الأنانية، و البطالة…و غيرها، التي كان لها وقع كبير على إيقاع الحياة بالمنطقة.
و تبقى رواية “كوب الشاي المنكسر” للأستاذ عثمان تقريوترواية اجتماعية تربوية من شأنها أن تسهم إسهاما كبيرا في التنشئة الاجتماعية ، وكذا التخفيف من حدة المأساة التي تعانيها المنطقة منذ زمن بعيد و هي جديرة بالقراءة و الاهتمام.
و تأمل الرواية أن تلقى آذانا صاغية و صدى لدى القراء و المهتمين بالشأن المحلي عموما و التربوي على وجه التحديد ، كما يطمح الكاتب أن تنال الرواية حظها من القراءة النقدية التي يؤمن بقيمتها و دورها في تنمية الإبداع الأدبي.
المصدر : https://tinghir.info/?p=22351