لا يمكن قلب الصفحة الأخيرة من الأوراق الانتخابية بالمرة ، بعدما أخذ الناس مصير و مستقبل السنوات الخمس المقبلة ، وبعدما شهدنا من صوت و من أحجم على ذلك بدعوى من الادعاءات الفاشلة و الممقوتة أصلا ، بالرجوع الى سنوات الرصاص حيث استعملها مناضلون في أحزاب سياسية دون جدوى ، لتقول أن اليوم لم تعد تلك الأوراق الفاشلة و الحاطة بكرامة المواطن الذي يترك الغير ، يصور مصيره في هذه البلاد .
اليوم ، ونتائج استحقاقات 7 أكتوبر 2016 ، قد خرجت الى الوجود بما لها و بما عليها ، لتكون اللعبة قد انتهت بالكامل ، ولا مجال للتراجع عن نتائجها ، و لا يحق لأحد أن يطعن فيها ، أو يتذاكر حولها ، خاصة من أولئك الذين كانوا يدافعون على المقاطعة ولأن الأسفين عليها اذا لم تساير هواهم السياسي .
..فبعد كل استحقاقات انتخابية في بلدنا ، نجد فئة من الناس وما أكثرهم ، خاصة ألائك الذين يصنفون في خانة المثقفين و أشباههم ، وكل الذين صنفوا في الطبقة الوسطى ، عندما يطلعون على نتائج الانتخابات ، يلجؤون الى نشر أوصاف على المنتخبين والناخبين ، ونعتهم بكذا و كذا … لماذا هذا و لماذا ذاك ، لا … يجب أن يكون فلان في ذلك المركز ، وفلان في تلك المسؤولية ” لتعم المناقشة المرافقة بالعتاب و اللوم كنوع من النضال المجاني الذي لا يفيد في شيئ . ” ،
فئات أخرى ، من هذه الأصناف البشرية والتي كثيرا ما تكون من ، فئة أشباه المثقفين و من يماثلهم ، والتي تلعب على ضمائر الفقراء والبسطاء ، كما أنها تستهدف حتى من هم في صفها والتي ، توصف بالقوم التبع … بعد الانتخابات ، يبدؤون في التنظير للمستقبل ، أي في الاستحقاقات المقبلة ، بمعنى أنهم هؤلاء المنظرون في الفراغ ، يبدؤون في التوعد و الوعيد . “سنعمل انشاء الله في الانتخابات المقبلة على لم شمل أولاد لبلاد ، وسنعمل على تجميع كل الطاقات البلدية ، لنواجه هؤلاء الوصوليين الذين لا يعرفون حتى مكان نومهم ، وهكذا في القاء الوعود والكلمات الفضفاضة التي تغري سامعيها . ا
وتمر الأيام و السنين ، و تحل مواعيد الاستحقاقات ، ويبدأ الكل ينتظر من سيقوم بما قيل مند خمس سنوات خلت ، هذه السنة ، فوقع ما كان يأمله البعض من أولاد لبلاد ، فترشح اطار في حزب يساري ، تجمع حوله البعض ممن كانت لهم الفكرة وليس الكل ، الفكرة استحسنها كل من له تطلع يساري تقدمي بمفهوم العصر الذي نحن فيه ، وليس بالمفهوم التاريخي للتقدمية المناوئة للبرالية المتوحشة ،
انطلقت الحملة الانتخابية ، بدا زخم من المتعاطفين و الأتباع يحملق حول المرشح ، رفعت الشعارات المغايرة لشعارات معروفة ، قلنا أن الأمر بدأ يتغير ظهر التفاف ملحوظ ، وتضحيات نضالية ….، لكن عند فرز النتائج يوم السبت 7 أكتوبر 2016 ، وجدنا ما كنا نخشاه ، لا أصوات و لا هم يحزنون ، صدمنا ، كما قال لي أصدقاء من ذات الصف ، كانوا رؤساء مكاتب انتخابية يوم الاقتراع ، الصدمة هو أن كل أولئك الذين كانوا يساندون فكرة الترشيح بحزب يساري تقدمي ، وشاركوا في الحملة ، لم يصوتوا يوم الاقتراع ، قاطعوا التصويت في عدد كبير من المدن بما فيها الرشيدية ، ولدينا أسماء بعض ممن كانوا في الحملة .
هذه هي الفئة المثقفة و الشبه المثقفة المتواجدة في الرشيدية و في مدن كثيرة من بلدنا المغرب ، “يبيعون الذئب و يضحكون على من اشتراه” ، كذا …. ولكم أن تكملوا الحديث ان شئتم طبعا … سلام .
المصدر : https://tinghir.info/?p=22114