يقول العبقري”أينشتاين”:”أنه من الغباء أن ينتخب نفس الشعب في نفس البلد نفس الحزب بنفس الأشخاص،بنفس الطريقة و الحماسة والنمط الاقتراعي،لنفس المهام في نفس المناخ في نفس المدة بنفس البرامج والمخططات،وينتظر منه تغيير النتائج وإنجازات مختلفة وأفضل”؟؟.ويظهر أن “بنكيران”قد أصبح عبقريا أكثر من الفلاسفة والسياسيين وهو القائل:”إذا كان فريق “الكابتن عبدو” يلعب بشكل جيد فلماذا تريدوننا أن نغيره”؟؟،وهو القائل:”إذا كان فقط،هذا الذي سيفعله الآخرون في البرلمان والحكومة،فلماذا لا نفعله نحن والسلام”؟؟،بل رد على الذين انتقدوه في ترشيح بعض الوجوه الذين عششوا في البرلمان وأدمنوا رواتبه وطبعوا مع غوغائيته:”أتريدوننا أن نلعب بلاعبين هواة أم محترفين”؟؟.
ويظهر أن الشعب قد اقتنع مرة أخرى ب”أينشتاين”مغربه وزمانه ولا زال يجرفه مستمتعا “تسونامي البيجيدي”ويصوت عليه فرحا في كل الاستحقاقات الوطنية وللمرة كم..وكم..وكم،معتقدا في وعوده الانتخابية التي لا يتحقق معظمها،وآملا في التغييرات الديمقراطية اللازمة للحياة السياسية في البلاد والتي يزداد تعقيدها، أو ربما مقتنعا فقط بالهوية الفطرية والمرجعية الدينية للحزب وأياديه النظيفة،وبالتجربة الرائدة التي تخوضها المجالس الجماعية الحضرية منها والقروية وحتى الجهوية رغم حداثتها،هذه المجالس الترابية التابعة لحزب”البيجدي”والتي أنجزت وتنجز في المغرب فعلا ثورة تنموية تأهيلية بنيوية تشاركية لم ينجزها غيرها من السابقين والعابثين والناهبين عبر 60 سنة مضت؟؟،وأصبح المغرب مع “البيجيدي” في وقت وجيز وكأنه قد وضع على السكة التنموية الحقيقية ولا يفتىء قطارها يمخر عباب الوطن طولا وعرضا سهولا وتلالا وديانا وجبالا،يساهم فيها في زرع بذورالعدالة المجالية وتوزيع فسائل التنمية البشرية و رعاية أزهار الإنصاف الاجتماعي والمصالحة السياسية،مما جعل الشعب ينظر إليه نظرة أمل وهوية وأصالة فمد بينه وبين الحزب حكمة :”أول الغيث قطرة ومن كان على الدرب سار ومن سار وصل”،وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم:”عرفت فالزم”،عرفت كل شيء كما يخاطبك به “بنكيران”،ورأيت كل شيء كما تنجزه لك الجماعات الترابية التي يسيرها حزب “بنكيران”،وشاهدت وتشاهد كل شيء من التشويش كما لا تمل منها المعارضة على”بنكيران”،فلماذا لا تركب قطار الصلاح والإصلاح وهو أقل ما يستحق منا ومنك الوطن؟؟.
هذا عن الشعب،أما النظام فيبدوا أنه هو الرابح الأكبر،ورغم ما يتجرعه من ضغوطات النظام الدولي والمناخ العربي الإقليمي الانقلابي،فقد أبى إلا دعم وتعزيز هذا الاستثناء والنبوغ المغربي بكل فخر واعتزاز، تجديدا دستوريا 2011، واحتراما لنتائج الانتخابات واختيار رئيس الحكومة من حزبها المتصدر،وتطبيع العلاقات معه بدعم حكومته، لتستمر مختلف جهود التنمية عبر الشرقي من جهات المملكة وغربيها،وإن وعى بكل خيوط اللعبة الواعون،ولم يفتىء تحكمهم يستثمرها بدوره لتمرير قرارات وتقديم ولاءات ما استطاع الثوريون والانقلابيون في ربيعهم العربي تمرير ولو عشر معشارها؟؟،إنها فضيلة الإصلاح في ظل الاستقرار ولعبة الرابح رابح، والرابح في الأول وفي الأخير هو الوطن والمواطن أو على الأصح بعض المواطن؟؟.ليبقى الخاسر الأكبر بلا شك هي المعارضة من أجل المعارضة،معارضة بئيسة ظلت الأغلبية تفوقها أغلبية ومعارضة،فظلت المسكينة تندب حظها وتجيش إعلامها وأقلامها ومواقعها وحتى شوارعها التي لازالت تشهد على مسيراتها “الحميرية”و”المتخلى عنها” دون جدوى؟؟،إذ لا تبلغ تمثيلية مسيراتها الوطنية من كل حدب وصوب ولو ربع مهرجان “بيجيدي” محلي واحد،فما بالك بمهرجان وطني حاشد تحضره عشرات الآلاف وتتابعه ملايين الشعب؟؟.
لقد احتدم النزال خلال الحملة الانتخابية،وستظل معظم الأحزاب ورائها تجر أذيال الخيبات وتتالي الخسارات، ما لم تفهم الدرس الديمقراطي والنضالي ل”البيجيدي”الذي يبدو أنه قد أنهى عهد الدكاكين السياسية الموسمية والأحزاب الشكلية الكرتونية وحتى الإدارية التحكمية،فأصبح خيارها الوحيد من الآن فصاعدا هو إما أن تكون أحزابا فعلية أو لا تكون؟؟.ولعل هذا من أهم إنجازات “البيجيدي”التي سيظل يذكرها له الوطن عبر التاريخ. لقد فكت الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية المغربية 07 أكتوبر 2016 عقدة ألسن الجميع،وصرخ الجميع بأنه حزب وأي حزب وله قائد وأي قائد،”أينشتاين” ولا “أينشتاين”،وكل “اينشاين: يظن نفسه “هتلر” وله من المناضلين ما يفوق شعب “الفوهرر”بل شعب الصين الشعبية الذي لو هب على جبل لجعله دكا دكا،ولو أقدم على صناديق الاقتراع يملؤها ما ترك فيها لأحد من ورقة؟؟،مناضلون قد أعلوا طموحاتهم و يمنون أنفسهم بالحصاد والاكتساح،كيف لا وبعض”أينشتيناتهم”قد تفتق لهم مخهم عن فلسفة أصيلة طالما جلبت إليها أصحاب،”المرقة”و”الزرقة”و”الطبل والغيطة”،وعن برامج واكتشافات تنموية معاصرة،ل”الحشاشين”و”البصاصين”ومرضى”الدمى الصينية”و”محاربة “الأخونة”ب”الأعونة”،وكل هذا قد سحقه “بنكيران”-تبارك الله عليه- سحقا،بل ها هو الليلة بفضل الله يستقبله جلالة الملك يعينه رئيس الحكومة لولاية ثانية ويكلفه بتشكيلها،ليسحق بذلك حتى أولئك الذين لم يستسلموا في تهييىء الأجواء النفسية للارتداد على الخيار الديمقراطي بمخالفة الدستور وتعيين رئيس الحكومة من “تقنوقراط”لا يعرف معاناة تسيير حزب سياسي،ولا خاض حملة انتخابية قطعت أحذية مناضليه،ولا نظم مهرجان حاشدا وخاطب فيه الناس فأقنعهم،ولا صوت عليه الشعب ونال ثقتهم عن جدارة واستحقاق،ورغم ذلك تخول له نفسه المساهمة في الانقلاب على إرادة الشعب ومصادرة حلمه في مغرب ممكن وأفضل؟؟.ولكن ورغم هذا، فقد كادت تجمع الأحزاب كلها على تشخيص دقيق للأوضاع،وبرمجة حلول لها لا تكاد تتمايز بينها في شيء إلا لماما، وفي أشياء محدودة ومجالات ضيقة لا يفسد فيها الاختلاف للود قضية،ترى هل سيستمر الجميع بعد الانتخابات في تبيان حسن نواياه الانتخابية وعزائمه التعاونية أم سرعان ما سيعود الجميع إلى المعتاد من الصراع والتنازع والتشويش والعرقلة وغير ذلك من “القيامة”السياسية التي لم تؤدي يوما إلا إلى الفشل والخذلان على حساب الوطن والمواطن؟؟.
ليكن مهما يكن فالمسؤولية جد جسيمة ولن تبقى ملقاة إلا على كاهل حزب “البيجيدي” الفائز و”أينشتاينه” “بنكيران”- حفظه الله -، ترى هل سيبرهن هذه المرة على ثقة المواطنين فيه مرة أخرى وفي حزبه وما واخذهم به ووأخذوه عليه في الله؟،هل سيخوض الإصلاح الحقيقي الذي سيكون في مصلحة الجميع؟،هل سيتجاوز بعض عشوائية واندفاعية الولاية الأولى التي أعفت الدولة إلى حد كبير من تحمل مسؤولياتها على حساب المواطن،الشيء الذي جعل رئيس الحكومة وكأنه يحكم بمجرد ضغوطات وإكراهات وتوصيات لا بمسؤوليات وصلاحيات وإمكانيات؟،والآن وكأني بنداء الوطن إلى “البيجيدي” وأغلبيته الحكومية المقبلة يقول،وبعد تهنئتهم على نصرهم المبين،وبعد نيل ثقة ودعم جلالة الملك والمؤسسات، لابد من:
- ضرورة الحفاظ على الخيار الديمقراطي،بما يعني من التعدد الحقيقي و حكم الشعب والمؤسسات،لا حكم الانفراد والشمول والتحكم والتعليمـــات؟.
- ضرورة الانجاز التنموي الحقيقي،إذ لا طائل ولا فائدة وراء مشهد ديمقراطي سفسطائي لا يلبي حاجة المواطن وحقوقه من التنمية المستدامة؟،
- ضرورة الانتصار على الضغوطات والإكراهات،إذ لم يعد مقبولا خطب ود المواطن قبل الانتخابات وصفعه بالإكراهات وإيكاله إليها مباشرة بعدها؟،مما لا يعني غير إفراغ الحياة السياسية من المعنى، ورهن الوطن ولاية أخرى بيد العفاريت والتماسيح، وتركيد هموم المواطن تستفحل إلى أن توقظ اللعبة المقبلة مواجعها؟،
- ضرورة إنتاج الثروة بعيدا عن جيوب المواطنين المرهقة إلا بقدرها،إذ لا نجاح لكل ما سبق في غياب الثروة،قبل ترشيدها والعدل في توزيعها،وبهذا سيتصالح المواطن حقا مع السياسة بعيدا عن ما هو طاغ الآن من العصبية المقيتة والحزبية الضيقة وشراء الضمائر وريع المنـــــــــــاصب الكبرى والولاءات؟،
- الاشتغال بالهموم الحقيقية والأساسية للمواطن،كالإدارة والصحة والتعليم والبطالة والسكن،بعيدا عن كل شيء الذي لا يعني في الغالب إلا لا شيء،فمن مشكل البطالة مثلا تنبع مشاكل الفقر والتغذية والصحة والعنوسة والسكن والأمن والاستقرار والاستثمار والازدهار،إذا عالجتها الحكومة فقد عالجت كل ما يتفرع عنها؟،
- تحمل المسؤولية حق تحملها،دون عفاريت ولا تماسيح ولا تحكم ولا بيروقراطية ولا داخلية ولا خارجية ولا..ولا..،فنحن ملكية دستورية والدستور يحدد صلاحيات ومسؤوليات جميع الأطراف،وعدم تفعيله وكذا عدم تفعيل الثقافة الحقوقية كما ينبغي،لا يعدو إلا نكسة وعودة إلى المعتقدات الخانقة التي طالما حاول الشعب دفعها دون جدوى؟،
- العناية بالمسألة الأمنية،ليس بسبب الأجواء الدولية والإقليمية المضطربة فحسب،ولكن لتزايد الظواهر الغريبة عن ثقافتنا الدينية التي تحرم الظلم والمس بأمن البلاد والعباد،وأعرافنا الوطنية التي تشجع التسامح والتعايش والتضامن،فما بال المواطن اليوم قد أضحى لا يأمن على نفسه من”التشرميل”الإداري والسياسي والفني والرياضي…قبل الحقوقي والعقوقي والانحرافي،إن المسألة هوياتية تنموية إدماجية،تربوية وثقافية ومدنية بالأساس فلا “زيرو كريساج” قبل “زيرو مخدرات” و”زيرو بطالة وبؤس ويأس”؟،
- التواضع في اعتبار المشروعية الشعبية والاعتداد بها لأن مجرد حوالي 02 مليون صوت انتخابي التي حاز عليها الحزب، رغم رمزيتها وأهميتها وضخامتها،فهي لا تمثل شيئا في نسبة 15 مليون الذين لهم حق التصويت، فبالأحرى 40 مليون عدد سكان المغرب؟؟،ولهذا لابد من تهذيب الخطاب اتجاه الجميع وخاصة اتجاه الشعب المسكين حتى لا يسمع من جديد مثل استفزازاتكم السابقةا:”سأقرر هذه الأمور القاسية والتي لا ترونها شعبية(المقاصات والمقايسات والإحتجاجات والتقاعدات والزيادات…)،واللي ما بغا يصوت علي مرة أخرى لا يصوتش”؟؟؟؟؟،وأخيرا،ضمان حق جميع الفصائل والفئات والجمعيات والنقابات…،في الاحتجاج السلمي وحقها في الحوار الاجتماعي،دون تعنيف ولا تكسير عظام أو إسالة دماء في الشوارع على عينك يا “بنكيران”؟؟،
إن تفعلوا هذا إن شاء الله، تنجزون ملامح مغرب جديد فعلا،مغرب طالما كان حلم المغاربة عبر الزمان والمكان، حلم الناخبين الذين سيحسون بعدم ضياع أصواتهم،والمقاطعون الذين ربما راجعوا مواقفهم من العزوف والمقاطعة،مغرب ثورة الملك والشعب والمسيرة الخضراء وكل المسيرات الإصلاحية المباركة،مغرب الديمقراطية والتنمية والعدالة المجالية و التضامن والإنصاف،مغرب الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار،مغرب يهزم فيه “ابنكيراين”عفريته وتمساحه “أنشطاين”،فهل يبرهن على ذلك..نرجو ذلك؟؟.
المصدر : https://tinghir.info/?p=22104