بالرغم من تبوئ حزب العدالة والتنمية نتائج الانتخابات التي جرت ببلادنا في ال 07 من أكتوبر 2016، وحصوله على 125 مقعدا وعلى الرغم من تصريح أمينه العام عبدالإله بنكيران الذي قال إن حزبه لن يواجه أي صعوبات لتشكيل الحكومة المقبلة إلا أنه يتبين من تصريحات زعماء أحزاب أخرى التي تصدرت النتائج مثل حزب الأصالة والمعاصرة الذي جاء في المرتبة الثانية بحصوله على 102 مقعدا، أنه لا يمكنه أن يتحالف مع المصباح باعتباره خطا أحمرَ حسب زعيمه إلياس العماري.
ويقرأ بعض المراقبين أن واقع الأرقام التي أفرزتها نتائج انتخابات 07 أكتوبر لاسيما بالنسبة لأحزاب أخرى التي شهدت تقهقرا غير مسبوق والتي يعول المصباح على عقد تحالفات معها، فإن من شأن هذ الواقع السياسي، أن يضع حزب العدالة والتنمية أمام سيناريو محتمل، وإن بنسبة أو بأخرى، وهو عجز تشكيل تحالف حكومي جديد، ليكون بذلك المصباح أمام اختبار جد صعب وعسير، بعد محاولات عقد تحالف مع أحزاب كالاستقلال الذي حصل على 46 مقعدا والتجمع الوطني للأحرار الذي حصل على 37 مقعدا والإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي حصل على 20 مقعدا وهو أمر مستبعد باعتبار أن أجواء الثقة بين الاستقلال والمصباح تبقى معدومة في ظل قيادة شباط للميزان من جهة، وأن الاتحاد الاشتراكي معروف بمواقفه التي تقف على طرفي نقيض اتجاه حزب العدالة والتنمية من جهة أخرى، وبالتالي فإن هذا التحالف بدوره يظل مستبعدا.
بقيت الحركة الشعبية التي حصلت على 27 مقعدا والإتحاد الدستوري الذي حصل على 19 مقعدا، فهذين الحزبين من الممكن أن يتحالفا مع العدالة والتنمية إضافة إلى حزب التقدم والاشتراكية الذي حصل على 12 مقعدا ولكن بالتحالف معهما لا يمكن تشكيل حكومة.
وعن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي حصل على 37 مقعدا فهو معروف بمعارضته الداخلية خلال الحكومة الماضية ولربما سيتراجع عن تحالفه مع العدالة والتنمية ليكون هذا الأخير في موقف حرج .
وبين هذا وذاك يمكن القول بأن جل الأحزاب يمكنها أن تتحالف مع الأصالة والمعاصرة، عدا التقدم والاشتراكية، ليكون حزب العدالة والتنمية خارج اللعبة وتكون بذلك قد انتصرت الدولة لإرادة الشعب، وبوأت المصباح صدارة الانتخابات، وإن فشل الأخير في عملية التحالف ليلتحق بصفوف المعارضة، أما عن إعادة الانتخابات فهذا أمر مستبعد جدا، باعتبار حضور تحكيم ملكي لاحتواء هذه الأزمة، عبر تكليف شخص من خارج الحزب الفائز من أجل تشكيل الحكومة حسب مقتضيات الدستور، وهنا تتوجه أنظار الكثيرين نحو عبدالعزيز أخنوش لشغل منصب رئيس للحكومة باعتباره شخصية تكنوقراطية.
وتجدر الإشارة إلى أن عبدالإله ابن كيران قال في تصريحات صحفية أنه لا وجود لليقين في السياسة ولكنني أعتقد أن الحزب لن يواجه مشكلة لتكوين الحكومة وغالب الظن أن الوضع سيكون أقل صعوبة من الفترة الماضية”.
وأكد كذلك أن خيارات تحالفات حزبه لتشكيل الحكومة المقبلة بعد أن حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية مفتوحة على جميع الأحزاب باستثناء حزب واحد يرى أنه لن تكون هناك فرصة للتحالف معه وهو حزب الأصالة والمعاصرة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=22090