خلقت المساجد لترتفع بذكر الله. لكن الكتائب الدعوية ،من بعض الأئمة ووعاظ، الدائرون في فلك حزب البيجيدي لها فهم آخر لوظيفة المساجد. إذ اعتبر فقهاء الظلام المنتشرون في كل مكان أن التصويت لأحزاب منافسة لحزب المصباح حرام شرعا، واستعملوا في تمرير هذه الفتوى على الجوامع، وهو ما يعني أن الناخبين مخيرون في السابع من أكتوبر بين التصويت إما على أهل التقوى والإيمان، وإما على أهل الكفر والغي والطغيان.
إن هذه الفتوى تؤكد شيئا واحدا وهو أن الأصوليين يستعملون كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل تمزيق ما يجمع بين المغاربة، وما يؤسس لديمقراطية حقيقية ترتكز على مبدأ التنافس الشريف وللفكر الديمقراطي، وعلى أساس البرنامج الانتخابي الذي يقترحه كل حزب على المغاربة، لتحسين أمورهم وتدبير الشأن العام. إذ ما هو المبرر الديمقراطي لإلحاق حزب منافس بقائمة الكفار؟ وما هو المبرر الشرعي لتحريم التصويت على لوائحه؟ وبالتالي ما مبرر ترهيب المغاربة من التصويت على حزب وإلحاقهم ب”فتوى شرعية” بالذين اختاروا “حزب الحرام” عوض ” الحزب الحلال”؟ وما حكم الذي يريد أن يجر البلاد إلى حرب طائفية بين “مغاربة الضلال” و”مغاربة الهدى”؟
وعليه، وحسب ما جادت به قريحة فقهاء المصباح، فإن المعركة يوم الاقتراع ستكون بين فريقين. الحزب الأصولي في كفة.. وجميع الأحزاب الأخرى- ولو بشكل ضمني- في كفة ثانية، وعلى الناخبين حين يختلون بأنفسهم في المعازل الانتخابية، أن لا يحتكموا للبرامج السياسية بل يختاروا بين الحلال والحرام، بين الجنة والنار، بين المؤمنين والكفار..
ويا وزارة الداخلية، ما رأيك في هذه النازلة؟ وهل التباري الانتخابي يتم على أساس برنامج سياسي واقتصادي وإيديولوجي أم على أساس ديني ودعوي؟
المصدر : https://tinghir.info/?p=21979