Ad Space

عندما تصبح أنشطة الجماعات الترابية والجمعيات قنطرة لاستمالة الناخبين

admin
2016-09-20T11:23:33+01:00
اقلام حرة
admin20 سبتمبر 2016
عندما تصبح أنشطة الجماعات الترابية والجمعيات قنطرة لاستمالة الناخبين
زايد بن يدير

مع اقتراب يوم فقدان المقعد البرلماني أو الحكومي، يبدو أن الرغبة في الحفاظ عليه تبيح شتى الطرق لاستمالة الناخبين وبعدة أقنعة، ولو بأساليب كرة القدم باستعارة “لاعبين” كأمين عام حزب سياسي وترشيحه وكيل لائحة في مدينة يجهل رئيس الحكومة الحالية مكان تواجدها على الخريطة المغربية عكس أنقرة التركية، وبفتح الباب أمام سلفيين متطرفين لتدنيس قبة البرلمان…و تفطن الشعب المغربي لذلك بمسيرة الدار البيضاء، أهكذا يمكن تخليق العمل الحزبي ومحاربة الفساد والاستبداد و”التحكم”، وتفعيل شعار “المعقول”، يكفي أن نتذكر ما كتبته الصحافة مؤخرا حول توزيع أكباش عيد الأضحى أو أثمنتها وكسوة العيد على من تم إفقارهم بفضل قرارات لا شعبية في مختلف المجالات، واستغلال العمل الخيري والجمعوي لاستمالة طلبة جماعة تنغير وأسرهم بمبالغ مالية، كانوا في فترات سابقة لا يرو منها إلا السراب بعد تنظيمهم لاعتصامات وتنشيطهم لحلقيات في الأماكن العمومية، الغريب هناك من فكر بعيدا في استمالة دواوير بأكملها بتأخير فتح أظرفة صفقات عمومية للصرف الصحي إلى غاية 23 شتنبر 2016 أي بيوم واحد عن بداية الحملة الانتخابية…إلخ، أمثلة كثيرة وما خفي منها أعظم، لكن ما دام حبل الكذب قصيرا فإن الغباء السياسي ينتهي بأن تعرض الاستمالة بالواضح وبإعلانات رسمية موقعة أمام أنظار السلطات المحلية التي لم تحرك بعد ساكنا صونا لمبدأ الحياد وتكافؤ الفرص بين وكلاء اللوائح الانتخابية.

لذلك يتضح بالملموس أن دور مئات الجمعيات التي تم تجميعها تحت يافطة فيدرالية الجمعيات التنموية التي تم تفريخها في مختلف الدواوير بإقليم تنغير برمته كان هدفها الأساسي هو تدجين عقول الشباب والنساء وذوي الحاجات الخاصة وتجيشهم ليوم الاقتراع، لأن معظمها تابعة للأحزاب ويرأسها بعض وكلاء اللوائح الانتخابية الحالية، ويظهر دورها الكبير فقط خلال الحملات الانتخابية لأن جلها تموّل من المال العام ويصرف لها بطرق ذكية في فصل “إعانات مقدمة للمجتمع المدني” بتبويب ميزانية الجماعة، لتوزعها من جديد وفق ما تم الاتفاق عليه مسبقا لشراء الذمم تحت قناع العمل الخيري والاحساني والتضامني.



aid

إرشاء الناخبين لاستجلاب أصواتهم قبل بضعة أيام من يوم الاقتراع، ذلك سيساهم بشكل كبير في تمييع العمل السياسي وإفساده والتحكم فيه، وتحول دون إنضاج وعي المواطن ليساهم في بناء الخيار الديمقراطي للدولة، حيث سيشجع الشباب على بيع أصوات أمهاتهم وأزواجهم وأباءهم وأبنائهم كأنهم نعاج وأكباش في سوق للسمسرة مقابل أثمنة بخسة، كثمن تذكرة السفر إلى الجامعات والكليات كالرشيدية التي لن يتطلب وصولها 30 درهم على مثن الحافلات، هذه السلوكات المنحطة ستؤدي إلى إشاعة ثقافة التسول وقيم تسبب تنفير نسب كبيرة من شباب منطقة تنغير عن صناديق الاقتراع وإفقادهم الثقة للانخراط في العمل الحزبي، وبذلك سيلعب العزوف دوره لتعبيد الطريق لولاية برلمانية ثانية لأشباه سياسيين همهم الوحيد هو نشر صورهم على صفحاتهم الفايسبوكية وإحياء النعرات القبلية.

من الناحية الأخلاقية يعتبر إرشاء المواطنين أمرا فادحا تحت قناع عمل نبيل، العمل الخيري هو الذي يمارسه محسنون حقيقيون في مختلف أنحاء إقليم تنغير دون حتى أن يعلنوا عن أسمائهم تعففا منهم، بينما تقوم جمعيات الأحزاب بتوزيع ما توزعه باسم مساعدة المعوزين وفي مآدب المآتم والعزاء والأعراس وللطلبة…إلخ، لكي تعود نفس الوجوه لمطالبة المواطنين بأصواتهم مقابل ما أخذوه من هبات ودعم مالي ومن تسهيلات، وغض للطرف لبعض الخروقات المعمارية ولطريقة التعامل معهم بمكاتب المؤسسات العمومية للدولة التي يسيرونها، هذه سلوكات في غاية الانحطاط وأبعد ما يكون عن العمل الخيري والإنساني وربط للمسؤولية بالمحاسبة.

من النتائج الخطيرة كذلك لإفساد العملية الانتخابية بالعمل الجمعوي المغلف بالإحسان بتنغير هو أن نتيجة صناديق الاقتراع لن تتأثر بحصيلة البرلمانيين ولا بالمحاسبة البعدية ولا بنوعية البرامج الجديدة للأحزاب السياسية، كما أن التصويت العقابي لن يكون له معنى، لأن الذي يقرر من سيفوز هو مقدار ودرجة التقرب واستمالة الناخبين في الوقت المناسب عبر الثالوث اللعين: النعرات القبلية، استغلال الدين، وشراء للذمم، لذلك يرجى من الشباب والطلبة كقوة سياسية قادرة على خلق التغيير عبر المشاركة بكثافة والتصويت لأحسن برامج الأحزاب وللشخص المناسب، أما أن يشفق أحد عليكم بحفنة من دريهمات لأداء ثمن تذكرة سفر فذلك سلوك جبان لا يمكن إدراجه إلا في خانة الإهانة والاستمالة، فأنتم الأجدر لتحمل مسؤولية تدبير الشأن المحلي بتنغير للرقي به وإبعاده عن الشبهات، فخطاب حلقياتكم يتجاوز بكثير مستوى رؤساء جماعات ومستشاري و برلمانيي إقليم تنغير.

المصدرزايد بن يدير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.