بعد حملة زيرو كريساج الفايسبوكية والتي عرفت تفاعلا واستحسانا شعبيين وسط المغاربة وخاصة الفايسبوكيين منهم، أطلق بعض الشباب حملة للدعوة لمقاطعة الإنتخابات التشريعية لـ 7 أكتوبر المقبل، والتي نجحت وهي في بداياتها الأولى في استقطاب بضع مئات من رواد الفضاء الأزرق.
المشرفون على الصفحة برروا دعوتهم للمقاطعة بالعديد من الأسباب ومنها: أن المغاربة يدركون أن صوتهم لا يغير من واقع النتائج شيئا، وأن تاريخ الاقتراع في المغرب كان دائما مقرونا بالفساد الانتخابي، كالتزوير والغش وشراء الأصوات والذمم … وأيضا لأن المغاربة “لا يسمح لهم بأن يختاروا حقا من يريدونه في موقع المسؤولية، ما دامت هناك قوى سياسية لها مشروعها وتجذرها في المجتمع المغربي محاصرة وممنوعة من حقها في المشاركة السياسية الحقة”، وكذا رفضهم “أن يصفقوا لمشاهد مسرحية مكرورة ومكشوفة، لا أقل من أن البرامج الانتخابية المعروضة لا تعدوا أن تكون شعارات مكرورة متشابهة بين جميع الأحزاب…
رواد الصفحة وفي تفاعل تراوح بين التأييد في المجمل، و معارضة وتردد في بعض الحالات.. فهذا رضوان يطرح إشكال الديمقراطية داخل الأحزاب السياسية المغربية، موجها سهام نقده لما سماه بـ”ظاهرة التفويت أو التوارث” والتي تعاني منها بعض الأحزاب العتيدة، متسائلا كيف يمكن لهاته الإطارات التي لا تؤمن في تركيبتها وبنيتها بالقواعد الديمقراطية أن تطبق تلك القواعد حين تؤول إليها سلطة تدبير الشأن العام؟ أما جلال فاعتبر عدم التصويت موقفا سياسيا صريحا، في حين كتب عبد الهادي: لا للتصويت حتى يتراجع البرلمانيون عن معاشاتهم غير الشرعية، لن نصوت حتى يتم إدماج الشباب في سوق الشغل ويتم إلغاء الوظيفة التعاقدية، لن نصوت حتى ينهض قطاع التعليم قويا محترما ثقافة المغاربة، لن نصوت حتى نرى مرضى المغاربة يُحترمون وياخذون حقهم الكامل في التطبيب… في حين أن عبد الكبير كان رأيه بوجوب المشاركة في العملية الإنتخابية والتصويت للأحزاب الصغرى، لإرباك ما وصفها بالأحزاب التقليدية ومعاقبتها..
مواقف ودوافع لها قوتها وحجيتها، في إنتظار المواطن الحكم الذي سيقول كلمته يوم السابع من أكتوبر، إما بالمشاركة ودعم جهة سياسية معينة أو بالإنضمام للائحة المقاطعين والمقاطعات لهاته المحطة..
المصدر : https://tinghir.info/?p=21306