كنت علقت بمقال على التقرير الذي نشرته هيئة أوروبية مصرحة فيه بأن المغرب سيعرف العطش في غضون العشرين سنة المقبلة.
علقت عليه بحماسة الغيور على وطنه وفندت ذلك وصرحت أن الشعب العبقري لا يمكنه أن يعطش وهو متربع على ثروات مائية جد مهمة.
كتبت الكثير في الماء وعن الماء وعن واقع الماء ومستقبله في المغرب فخلصت بحق أن ما نشر سيكون واقعا وحقيقة قبل عشر سنوات وفي العديد من مناطق المغرب.
وقد لمس سكان الشرق في الجنوب المغربي أزمة الماء وخاصة أقاليم زاكورة وطاطا وأسا, والتي لولا لطف الله رب العالمين والذي أمطر تلك المناطق لكانت الكارثة.
تدبرت السياسة المائية في المغرب كثيرا واتصلت مع كل المكلفين بالماء على المستوى الوطني والجهوي والمحلي فوجدت بحق أنهم غير مستعدين لسماع أحد غير ما يملى عليهم من الغرب المتحكم فيهم.
لقد صرح مسؤول في المكتب الوطني للماء والكهرباء أمس الخميس 2014.10.09 في حوار على قناة ميدي 1 تي في أن المكتب الوطني للماء والكهرباء هو التاجر الوحيد الذي يطلب من زبنائه عدم الإفراط في استهلاك منتوجه.
ضحكت وفهمت كيف ينظر المكتب الوطني للماء والكهرباء لنفسه وكيف يرى نفسه, فهو التاجر الذي يسعى للربح ولا يهمه الوطن ولا مصلحة الوطن, فالتاجر الا وطني الذي نسميه خطأ مكتبا وطنيا يرى نفسه محاطا بالبحر من جهتين ويتوهم أن الفيول الصناعي سيبقى وإلى الأبد ويحلم أنه يمكن أن يلبي حاجيات الشعب المغربي من الماء عبر تحلية ماء البحر.
لذلك فإن التاجر الا وطني المذكور يسعى جاهدا لاستنزاف ثروات المغرب المائية من البحيرات في باطن الأرض ولا ينفق سنتا واحدا على إعادة الماء إليها عبر تقوية الفرشة المائية بالطبع.
بل هم التاجر الا وطني هو الشروع في شراء محطات للتحلية متهالكة ومتخلى عنها في بعض دول الخليج لتركب في المياه المغربية ونستورد الفيول الصناعي بدماء الشعب المغربي التي تمصها منه الحكومة عنوة وهي مصرة على التمادي في مص أكبر قدر ممكن من دم كل مواطن مغربي.
المكتب الا وطني للماء والكهرباء غير مبالي إلا بالربح الذي سيجنيه في توزيع مادتين مهمتين وتلقى ويتلقى من أموال دافعي الضرائب الملايير كلما اختل توزانه المالي, والحكومة حاليا بناء على تصريحات مستشار وزير الطاقة والمعادن والماء والذي صرح وعلانية أن الحكومة عازمة بالفعل على الرفع من فاتورتي الماء والكهرباء, وأنها ستراجع كل شيء لدرجة أنها ستحتسب العدادات في نفس المنزل وكأنها عداد واحد.
لمست في خطاب الحكومة مؤخرا أنه خطاب تآمري وكأنه ينتقم من الشعب المغربي ويستقصد تفقيره وتجويعه تمهيدا ربما لدخول رأس مالي أجنبي يستعبد المغاربة ويعاملهم معاملة العبيد الخاضعين التابعين.
من خطاب ممثلي الحكومة وبعض وزرائها أجد حقدا وحنقا على المواطن البسيط الكادح الذي ستفرض عليه الحكومة أن يصرف فضلاته بمبلغ شهري يكاد يصل 200درهم وهو المواطن الذي لا يتقاضى سنتا واحدا.
الحكومة هذه بارعة في احتساب سكنات وحركات المواطنين وبدل أن تسعى جاهدة لضمان الرخاء والازدهار لهم فهي تمعن في التضييق عليهم.
تقدمت لحكومة وطني بمشروعين حول الماء الأول يخص تقوية الفرشة المائية وتموين البحيرات في باطن الأرض بالماء عبر ثقوب مائية في قلب الودية تكون مزودة بمصفاة على شكل ضفيرة وقد شرحت هذا في الكثير من المقالات والفيديوهات آخرها في هذا الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=CpGiC9BOfrk
والمشروع الثاني يتضمن استعمال نفس القنوات المائية الحالية للماء العذب كما لماء البحر في تناوب بينهما حيث يوفر الماء العذب لخمس ساعات تقريبا من الخامسة صباحا وإلى العاشرة والنصف صباحا وماء البحر لمدة 17 ساعة وساعة واحدة ينقطع فيها الماء نصف ساعة من الرابعة والنصف وإلى الخامسة صباحا والنصف الساعة الأخرى من العاشرة والنصف وإلى الحادية عشر.
وقد فصلت المشروع هذا في الرابط التالي: http://alwahda.info/news7839.html
أما مشروعي حول الطاقة فهو بحق ثورة عالمية جديدة حيث يمكننا انتاج الطاقة من الريح المولدة بالسرعة ريح نتحكم فيها وفي سرعتها ونضمن بها الطاقة لوطننا وبعشر التكلفة الحالية التي نضمن بها الكهرباء.
وقد فصلت مشروعي حول الطاقة الجديدة في مقالات وفيديوها أذكر منها هنا على سبيل المثال اثنين وهما: https://www.youtube.com/watch?v=9BtAKwLKHQ0 والاخر http://alwahda.info/news7661.html
يمكنني من خلال المشاريع أعلاه أن أخفظ تكلفة الماء والكهرباء في المغرب بتسعين في المائة إن شاء الله رب العالمين.
لكن حكومة وطني غير مبالية وغير مهتمة والدليل أنها لم تكلف نفسها الجواب رغم اتصالي بهم ومند أكثر من أربعة اشهر.
حكومة وطني تعتبر الجواب على من يساهم في حل مشاكل الوطن جريمة وجناية, وهي في نظري غير مبالية بالمرة.
مشكلة حكومة وطني ومسؤولي وطني هي الغرور والتعالي فكل من وضع في منصب يحسب أنه وحده من يفهم والحال أنه قد نجد من دونه بعشر درجات من يفهم أحسن منه.
بعض المهندسين يعلم الله كيف بلغوا مستواهم وخبرتهم محدودة للغاية لا تتجاوز التخصص البسيط الذي درسوه وتراهم وفي كل ميدان يتشدقون أنهم المهندسون والحال أن بعض الرعاة في الصحراء أعلم منهم وأكثر فهما وخبرة وفي الكثير من الأمور.
لذلك فإن أزمة المغرب هي التواضع والإنصات للجميع و الاستفادة من الجميع فقد نجد حلول وطننا لدى إنسان بسيط شغل وقته بالتفكير في هموم وطنه فآتاه الله رب العالمين حكمة حل مشاكل وطنه.
والمكلفون بحل مشاكل الوطن شغلوا أنفسهم بجمع المال والإسراف في جمعه فلم يبق في عقولهم ما ينفعون به وطنهم غير التشدق والتطاول والأناقة الزائدة يسترون بها جهلهم في ميدانهم فكيف بميادين خارج تخصصهم.
هل يعي المكتب الوطني للماء والكهرباء أن سدود المغرب ستصبح صالحة للفلاحة في عمر أقصاه عشرون سنة؟ وهل يدرك أن البحيرات المائية في باطن الأرض مستنزفة بالمرة؟ وهل يقوم المكتب ألا وطني بواجبه في تزويد تلك البحيرات بالماء الذي يخرجه منها كل يوم؟
وهل يحسب المكتب ألا وطني أن دول الخليج ستبقى مزودة للمغرب بالبترول والغاز وإلى الأبد؟ ألا يصح أن نصف السياسة المائية الحالية في المغرب بالغباء والجهل؟
هل يعقل أن نسمح بحفر آلاف الثقوب المائية سنويا ولا نحض على حفر ثقب واحد لتزويد تلك الفرشة المائية بالماء؟ أي منطق يعمل به المكتب ألا وطني؟
المعذرة لمن يكتشفون مما أكتب أني غاضب, والحال أنهم لو كانوا مكاني لغضبوا أكثر مني أو لسبوا وشتموا ومن منهم لا يرضى لنفسه ذلك فهو بالطبع سيمل ولن يهتم بهموم وطنه بعدها.
المصدر : https://tinghir.info/?p=212