تأسس حزب الأصالة والمعاصرة يوم 7 غشت 2008، وانبنى على وعي واقتناع أطر وفعاليات من تجارب مختلفة وآفاق متعددة بأهمية التحولات التي عرفتها بلادنا في العشرية الأولى من الألفية، والمتمثلة في الإصلاحات المهيكلة التي عرفتها بلادنا تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وعلى قناعة جوهرية بكون النسق الحزبي ببلادنا ظل يشكو من التشتت وضعف الانسجام، ومن العجز -بالتالي- عن مسايرة ديناميات التحول التي تعرفها بلادنا في جميع المجالات، مما كان من تجلياته السلبية الأساسية العزوف السياسي/الانتخابي الكبير لدى المواطنين.
كما يعتبر حزب الأصالة والمعاصرة أن المعيقات المتمثلة في استشراء الفساد في مجالات عدة، والهشاشة والتفاوت الاجتماعي ودعاوى الكراهية والتوظيف السياسي للدين الإسلامي، تعتبر معيقات مقلقة أمام تحقيق النقلة النوعية في مجال التنمية المستدامة وترسيخ بناء دولة الحق والقانون.
ويعتبر ظهور حزب الأصالة و المعاصرة بإقليم تنغير مقرون بإسم المرحوم “موحى بوركالن”،لكن بعد موت هذا الأخير ترك حزب الجرار بالإقليم في حالة تائهة و بدون وجهة صحيحة ، و بهياكل متلاشية غائبة عن العمل السياسي إقليميا، ترك أمانة إقليمية فاقدة للبوصلة تائهة في ظل وجود خصوم سياسيين في المستوى بلقاءاتهم التواصلية و بتأطيراتهم و ندواتهم غير المنقطعة.
الأمانة الإقليمية بعمالة تنغير برئاسة بوهوش حسن، تعتبر نقطة سوداء لحزب الأصالة و المُعاصرة في ظل حراك سياسي و إقلاع تغييري في كل هياكله على المستوى الوطني، فإقليم تنغير مازال يسيطر عليه أشخاص انتهت لهم تاريخ الصلاحية و بدل استقطاب مناضلين و مناضلات جدد ترى أن عمل هذه الأمانة الإقليمية تقوم بإبعادهم و تكره لهم العمل السياسي خاصة الشباب منهم ، بالرغم من بروز عدد مشرف إبان الإنتخابات الجماعية الأخيرة.
وفي ظل غياب إرادة حقيقية للنهوض بهذا الحزب على المستوى الإقليمي،وما حصد في الاستحقاقات الجماعية السابقة ل 04 شتنبر 2015 والتي لم تؤتي أكلها بالوجه المطلوب بالنسبة للباميون و الباميات في تنغير ، وفي ظل استمرار مبدأ الإقصاء الممنهج في سياسة حزب الجرار للإنتخابات البرلمانية المقبلة ل07 أكتوبر 2016 ،و ذلك من خلال تزكية حسن بوركالن و أخته سيرا على نهج المرحوم .
يتضح إذن من خلال ما تم ذكره في هذا التقرير ، أنه بات من المستحيل بمكان وفق التصورات المنتظرة أن يتطلع حزب الأصالة و المعاصرة إلى حصد مكان له بإقليم تنغير في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=21026