حينَ سألنا عددا من المواطنين في جماعة بوقشمير عنْ مستوى الخدمات العمومية المُقدّمة لهم، ردّدَ عدد منهم عبارة “ها نتا كتشوف مكاين والو” ويضيف أحدهم “حتى الما كيطلقوه ساعة فالنهار ومخلط مع واد الحار إلى مشيتي تشربو غتمرض، والناس كيشربو غير الما دالحانوت وصافي” يقصدون بذلك نقص الماء الذي تعاني منه جماعتهم التي تقاع وسط جبال الأطلس المتوسط.
مولود شرورو، نائب رئيس جماعة بوقشمير، لم ينكر محنة السكان، وعزا ذلك إلى ضعف الجماعة “الضريبة لي كتعطينا الدولة عاد ولا فيها 220 مليون، فيها خلاص الموظفين، وتسيير الجماعة والإنعاش” يقول المتحدث.ويضيف: ها هو السوق ولكن مكاينش لي بغايكريه، حيت مكيردشْ.
بنصالح تعرقل تنمية “بوقشمير”
العنصر الذي بامكانه خلق التنمية، حسب عضو الجماعة، هو”ماء أولماس” المعدني الخاص بهذه الجماعة الذي أغلقت، مريم بنصالح رئيسة اتحاد مقاولات المغرب، مصنعه القديم منذ الإستعمار “ودايرة عليه عساس ومكتعطيناش ريال لدابا، وكدير” يقصدر رئيسة اتحاد مقاولات المغرب “الإشهار لمالين الكرة والمهرجانات علاش متعطيش دعم لجماعة بوقشمير الفقير، سيدنا الله انصروا راه ماشي ضدنا كون لقينا لي يوصل هدشي لسيدنا” وفق تعبيره.
أثناء جولتنا جوار مصنع ماء أولماس الممنوع من الاستغلال منذ الإستعمار، بَدتْ مرافقه عادية كمنجم انتهت صلاحيته، لكانْ كانَ ثمّة مشهدا يثير كثيرا من علامات الاستفهام.
ففي أحد الممرّات، تحت الأرض، يوجدُ عين للماء المعدني، بعدها مياه تسيل في الأرض ترفسه أرجل العابرين، مما اعتبره السكان ضياع لهذه الثروة.
الحزام الأسواد
يحكي سيّد، وهو يبحث عن أغراضه تحت أنقاض منزل هدمه انجراف التربة، في بلدة شبه خلاء بعيدة بحوالي كيلومترين عن مركز الجماعة، تفاصيلَ محنة انجراف التربة تحت سقف منزله.
رغم وعود مندوب الفلاحة السكان بربط المنطقة بـ “الحزام الأخضر” تجنبا لما سماه صاحب هذا المنزل ـ الحزام الأسواد ـ إلا أن الخطوط العريضة لانجراف التربة جعلت من أراضهم وغاباتهم “حزام أسواد” غير صالحة لا للبناء ولا للفلاحة، ما أدى إلى نزول ثمنها إلى 5000 درهم للهكتار.ويختم مستهزءا من حال منطقته: وقيلا راه متْنا وحنا دابا فجهنم كنتعدبو، حتى عيالاتنا دائما في المستشفى بسبب سوء التغذية.
فقر يعرقل التنمية
ويبدوا أن فقر الناس في منطقة بوقشمير وغياب المؤسسات عرقل أيضا بعض المشاريع التنموية في المنطقة، فقبل شهور منع مواطنون عمال الدولة من استكمال أشغال قنطرة تربط بين الخميسات وجماعات أخرى، بدعوى أن “الواد” التي تشيد فيه القنطرة في ملكيتهم.
ما أدى إلى توقيف الأشغال إلى اليوم. مطالبين بتعويض كشرط لبناء قنطرة في أراضهم، الشيء الذي رفضته وزارة التجهيز والنقل لعدم توفرهم على أي وثيقة للملكية.
الكفاءة والثروة تخلق التنمية بـ”والماس”
أما في جماعة والماس التي تبعد عن بوقشمير بـ 17 كيلومتر فيختلف الوضع تماما بعدد من المرافق العمومية الجديدة، كالمسبح والحدائق والمنتزهات وملعبين للكرة فيهما فضاءات رياضية أخرى، وبعض النفورات المائية، ما أدى إلى خروج الأطفال والشباب والمهاجرين لاستغلال هذه الفضاءات الترفيهية في عز فصل الصيف، بالإضافة إلى خلق فرص الشغل في الإنعاش.
الشادلي اورقية، منسق حزب التجديد والإنصاف بأولماس وعضو مجلسه الوطني قال: ولو أننا نختلف سياسيا مع رئيس الجماعة الذي ينتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، هـناك مرافق لم نكن نحلم بها مثل بنية تحتية، ترصيف كل أحياء الجماعة، إنارة عمومية جديدة. ويضيف أورقية: كنا كنتمشاو غير في الغيس، وميمكنش للسيارة دوز فهاد الطريق، والشتا كيهرس القوادس. وفق تعبيره
الخيال مليكة عضو المجلس الجماعي لوالماس فسرت أسباب التنمية بالمنطقة بثروة الماء المعدني : أولماس، عين أطلس، سيدي علي، وأضافت ـ الأشغال الحالية أعطت جمالية للمنطقة، وقبل وصول محمد شرورو إلى رئاسة الجماعة، كانت أشباه حدائق ينعدم فيها الامن وحالة كارثية للعشب وانتشار الكلاب الضالة، وغياب واقيات الشمس وقلة الأشجار وندرة ألعاب الأطفال، في الوقت الذي يتوجه فيه الشباب، خاصة القاصرون منهم، إلى بحيرات الموت غير مبالين بالمخاطر في غياب الحراسة وانتشار الأفاعي.
لكن لماذا لم تقدم هذه الجماعة الغنية بفضل ثرواتها والتدبير الجيد لرئيسها ـ حسب فعاليات محلية ـ الذي يشتغل مهندس دولة، دعما ماديا ولوجيستيكيا كفيل بضمان جودة الماء الصالح للشرب وبعض الخدمات الإجتماعية الأخرى لجماعة بوقشمير التي لا تتوقر حتى على الماء الصالح للشرب. وهي أقرب جماعة لوالماس، تتوفر على غابة لشجار العرعر ينهب ليلا نهار في ظل غياب السلطات.
مولود الشرورو نائب رئيس جماعة بوقشمير يجيب عن هذا السؤال بـ “رئيس جماعة والماس أسس إتحادية للجماعات وقع عليها رؤساء الجماعات من أجل إخراج الجماعات الفقير من التهميش، راه أوراق الإتحادية مدفوعة لوزارة الداخلية مزال مجوبتناش.
المصدرمراسلة جـــواد الـحـــامـدي للجريدة من عين المكان
المصدر : https://tinghir.info/?p=20602