شكلت الفضيحة الأخلاقية، التي تورط فيها عمر بنحماد وفاطمة النجار، نائبا رئيس “حركة التوحيد والإصلاح”، الذراع الدعوي المتحكم في “حزب العدالة والتنمية”، ضربة موجعة للإسلام السياسي، الذي يمثله “العدالة والتنمية” القائد للحكومة، على بعد أسابيع قليلة من اقتراع 7 أكتوبر.
وأماطت هذه الفضيحة اللثام عن ازدواجية الخطاب لدى قيادات الإسلام السياسي بمختلف أذرعه السياسية والنقابية والدعوية. ولن يشفع قرار قيادة “حركة التوحيد والإصلاح” بتعليق عضوية بنحماد والنجار على خلفية متابعتهما بالخيانة الزوجية والفساد، في إعادة الاعتبار للحركة الدعوية والحزب على الخصوص.
رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، يوجد في وضع لا يُحسد عليه، بسبب تنامي حدة التناقضات على مستوى خطاب قيادات الحزب، الذي يؤكد على التخليق والطهرانية ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وعلى مستوى مسلكيات وممارسات أعضائه والمقربين منه، إذ في الوقت الذي تتغنى هذه القيادات بالشعارات الرنانة حول التخليق، تخون سلوكيات العديد من زعامات الحزب مضامين الشعارات المرفوعة.
فضيحة “عمر وفاطمة” ليست الأولى في سجل قيادات التوحيد والإصلاح و”البيجيدي”، بل سبقتها فضائح أخلاقية تنامت بوتيرة سريعة أذهلت المتتبعين للشأن السياسي والحركات الإسلامية. الفضيحة جاءت بعد أسابيع قليلة من تفجر فضيحة لحبيب شوباني، الوزير السابق المكلف بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني ورئيس جهة درعة تافيلالت والقيادي في “حزب العدالة والتنمية”، على خلفية سعيه إلى الحصول على 200 هكتار لإقامة مشروعه الفلاحي الخاص. هذه الفضيحة وإن عجلت بإسقاط عبد الله صغيري، نائب برلماني من “البيجيدي” عن دائرة أرفود، الذي أقحم اثنين من أقربائه للاستفادة من بقعة أرضية فلاحية الى جانب شوباني، من لائحة التزكية الانتخابية، لم تخلف أثرا مباشرا على رئيس جهة درعة تافيلالت، الذي مايزال يواصل مهامه على رأس الجهة، رغم تفجر الفضيحة.
شوباني ضرب رقما قياسيا ضمن قيادات “البيجيدي” في سجل الفضائح، فهناك فضيحة “الكاط كاط”، التي أعقبتها فضيحة السعي إلى الحصول على أرض فلاحية لإقامة مشروع خاص. ولم يعرف المغرب حكومة حققت مستويات قياسية في حجم الفضائح التي يتورط فيها وزراء، مثل ما حققته “الحكومة الملتحية” طيلة ما يقرب من خمس سنوات من عمرها. وستُنهي الحكومة التي باشرت عملها باسم “التغيير والإصلاح”، عقب أحداث الربيع العربي، على إيقاع فصائح أبرزها فضائح الوزير شوباني وسمية بن خلدون، الوزيرة السابقة المنتدبة في التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، شريكة شوباني في فضيحة “الكوبل الحكومي”، أو “الحبيب وسمية”، وما ارتبط بها من “تعدد الزوجات”، التي منحت صورة متخلفة عن الحكومة.
ومن أبرز فضائح قيادات “البيجيدي”، أيضا، فضيحة تجهيز مكتب وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر عمارة، التي تفجرت في أبريل سنة 2015، بغرفة نوم، وحمام، وشُرفة، مع تجهيزات فاخرة، سواء باستعمال الرخام، أو بنوعية الأثاث الذي جرى اقتناؤه من سرير ودوش…
المصدر : https://tinghir.info/?p=20596