يعاني المحيط الإجتماعي الذي يوجد تحت النفوذ الترابي لعمالة تنغير من تفاوت اقتصادي وتنموي ناتج عن الإخفاق في تحقيق التنمية القائمة على العدالة الاجتماعية، بسبب انخراط العديد من الأحزاب التي تمثل الساكنة في تطبيق سياسات تكرس الفقر والتهميش والإقصاء وعدم المساواة واللامبالات بالمواطن المستضعف ، إذ يكاد لا يخلو أي شبر، وبشكل يومي، في مجالها من إحتجاجات ووقفات بسبب الإجحاف والتمييز وصور الإقصاء والتهميش، وغياب عدالة اجتماعية تهدف إلى مواجهة الكثير من التحديات التي يرتبط بعضها بالطبيعة الجغرافية للمنطقة أو بتراكمات تاريخية تحت دريعة القبلية والتعصب ولكن ذلك لا يعفي البرلمانيين والحكومات السابقة والحكومة الحالية التي تعد أيامها القليلة من القيام بواجباتها والتزاماتها السياسية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية،تجاه المواطن المستضعف في ذلك القطر ،والتي أستنزفت حقوقه حتى أصبح فاقدا للثقة في السياسات العمومية التي تتغنى بها الأحزاب كلما اقترب موعد انتخابي وتبرر بها الإستبداد بشكل آخر .
وهذا ما يأزم الوضعية الحالية ،وتتحول الشرعية إلى ذلقراطية تستمد أساسها من المثل الذي قيل ذات يوم ؛”جوع كلبك إتبعك “.
ومما أعطى الشرارة الأولى لمختلف الإحتجاجات والوقفات هو : وعي الإنسان التنغيري بمدى قهره من طرف قوى التسلط في أكثر من واجهة ،ويعود الفضل إلى بروز ذلك الوعي من خلال مختلف المعارك والبطولات التي خاضتها الجمعية الوطنية لحملة الشهادات العليا -المعطلين – فرع تنغير التي تناضل من أجل حقها الدستوري المتمثل في العيش الكريم ،والذي لا يتأتى إلا بوجود شغل قار …
هذه الجمعية التي برزت كقاطرة لقيادة الجماهير معتمدة على مقاربات التنمية القائمة على حقوق الإنسان ، وتأخذ في الإعتبار قدرات المعطل في إحداث تغيير حقيقي ضد الزبونية والتحزب والمحسوبية لتلبية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية (العيش الكريم – الغذاء – المسكن – الصحة – التعليم …)
لكن رغم النضال الذي تشبعت بها الجمعية فقد تراجعت اليوم وتكاد تكون في خبر كان ، ولم تعود موجودة في الساحة كما كانت ذات يوم.
ومن جانب آخر ،وكما سجل التاريخ ،فقد لعبت مسيرة 26 دجنبر 2010 شكلا أجج الوعي بالمطالب الإجتماعية أكثر لذا الساكنة وأعطت نفسا عميقا لثقافة الإحتجاج ولا سيما بعد إعتقال شباب ومنهم قاصر .
هذه الشرارة التي سبقت ربيع الغضب * في شمال افريقيا وليس ربيعا عربيا كما أرد به تسويقه إعلاميا واليوم أصبحت المداشر وسكان الجماعات المحلية البعيدة عن مركز مدينة تنغير التابعة للعمالة هي الأكثر احتقانا دفاعا عن حقوقها المشروعة بدءا من اعتصام حركة على درب 96 بجبل “ألبان ” الذي يمكن أن يدخل كتاب جنيز ، إلى مسيرة الكرامة ل500 شخص من ساكنة منطقة تامتتوشت التابعة لجماعة أيت هاني ، و التي نظمت مشيا عن الأقدام حوالي 30 كلم في اتجاه مقر عمالة الإقليم ، احتجاجا على سوء تدبير وترشيد الماء أو ضد العطش كما تتداولها ألسن ساكنة تلك المنطقة ،ثم وصولا إلى مسيرة إكنيون من أجل فك العزلة وإيجاد حل نهائي للطريق الرابط بين مداشرها ومركز مدينة تنغير .
المصدر : https://tinghir.info/?p=20454