لم تسلم السهرة الأولى المندرجة في إطار مهرجان تملسا المنظم بمدينة بومالن دادس بإقليم تنغير من مُنَغِّصات، كان أبرزها العطب التقني المفاجئ الذي عرفته منصة العرض بانقطاع التيار الكهربائي عليها لمدة تزيد عن خمس عشرة دقيقة، والمصاحب للحظة قيام الفنانة المقتدرة تباعمرانت بعرضها فوق المنصة، هذا ما جعل الجمهور يصدر صيحات استهجان تجاه اللجنة المنظمة مرددا وبصوت واحد كلمة: “شوهة….شوهة” وهو أمر إن دل على شيء فإنما يدل على عقم التفكير وعلى انحدار مستوى الوعي عند اللجنة المنظمة.
كما استغرب المتتبعون لمهرجان تملسا للارتجالية والفوضى التي عمت هذه الدورة، حيث أضحى هذا المهرجان يواجه المجهول بسبب سذاجة اللجنة المنظمة، ومما زاد الطين بلة، سوء أحوال الطقس حيث الأمطار والجو البارد، فإذا تم استثناء المعرض وسباق ألعاب القوى والفروسية والتي عرفت حضورا متميزا فإن السهرة الافتتاحية لم تعرف ذلك الحضور الجماهيري المعتاد، رغم الإشهار عبر وسائل الإعلام وصرف الأموال الباهظة فان مهرجان تملسا قد انتهى وفشل.
وعلى المسؤولين التفكير في صيغة أخرى لإحياء هذا المهرجان الذي تخصص له ميزانية كبيرة حيث تساهم العديد من المؤسسات التجارية والمجالس المنتخبة، والسؤال المطروح ماذا تستفيد مدينة بومالن دادس من هذا المهرجان؟ مادامت جميع الاستثمارات يستفيد منها أشخاص خارج المنطقة، وبذلك لم يبق من التنمية المحلية إلا الإسم فرئيس اللجنة الفنية هو خارج جماعة بومالن دادس ويعمل لحسابه الخاص إذ يستدعي فنانين على المستوى الوطني من أجل التوسط له لضمان موطئ قدم في مهرجانات أخرى، كما استقدم منصة مشلولة لأحد أصدقائه ساهمت في تشويه سمعة المهرجان زيادة على أن التقنيين المكلفين بالصوت والإنارة يقومون بعملهم وهم في ملابس النوم دون احترام للجمهور أو الفنانين المشاركين.
فإذا أصبح المهرجان عاجزا عن جلب السياح وبيع منتوجه الفني وتنمية الجمعيات المحلية والمنتجين المحليين فقد أخطأ بكل تأكيد طريقه نحو التنمية المحلية المنشودة ولم يعد أي معنى أو هدف لصرف أموال باهظة من أجل تنظيمه إن لم يكن ذلك هدرا للمال العام خاصة وأن مدينة بومالن دادس تعاني من هشاشة في البنيات التحتية ونقص كبير في في الطرقات والإنارة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=20364