وأنت تتجول في اكادير خصوصا بحي الباطوار ، وكذا بالطريق المؤدي لكورنيش المدينة ، يلفت انتباهك تصاعد دخان كثيف يكاد يحجب الرؤية وكل ما اقتربت تتوضح معالم الصورة، يتعلق الأمر بمحلات او بالاحرة بعربات متنقل لبيع المأكولات والمشروبات الجاهزة، تراها هنا وهناك حيث يتحلق الناس حول مسامر مملوءة بقطع اللحم فوق مجامر ملتهبة وغيرها من الاكلات التي اعتاد بعض الناس تناولها في الشارع، روائح شتى تتسلل إلى أنوف المارة موائد الطعام مصطفة تنادي على المتلهفين لها من بين أصحاب هذه الأكلات، من يثير شهية المارة بتقليب قطع اللحم فوق النار يمينا ويسارا بحركة مغرية وفي مشهد يثير كوامن البطون الجائعة ووضع بعض الشحم مباشرة على الجمر حتى تحترق وتثير الكثير من الدخان مما يجلب له الكثير من الزبائن .
ونحن في فصل الصيف تعرف ظاهرة الوجبات السريعة انتعاشا كبيرا حيث تنتشر عربات الشواء والكبدة والسندوشات المتنوعة في معظم الشوارع حتى لا تبور تجارتهم ويتعرضون للإفلاس فان بائع السندوشات يجمعهم هاجس مشترك واحد هو كيفية استمالة الزبائن وجعلهم يتقنون بمعروضاتهم ولذتها ولهذا يقوم هؤلاء الباعة بتشتيت انتباه الزبون وصرف نظره عن كل ما لا يرغبون في رؤيته أنهم يمتلكون من الخبرة ما يجعل الزبائن تشيع ببصرها بعيدا عن كل ما ينغص عليها لذة الوجبة لاسيما وان أكثر هذه المحلات العشوائية او العربات ،لا تتوفر فيها شروط السلامة الصحية عموما فان محلات بيع المأكولات الخفيفة والعربات التي تقدم هذه الوجبات أصحابها يجتهدون فيما يخلق الانطباع لذا المستهلكين بعدم وجود أي تجاوزات فيما يخص إعداد هذه المأكولات السريعة وكذلك تخزينها قبل تقديمها فهم يبالغون في الحديث إلى الزبائن عن جودة منتوجاتهم وطرق تحضيرها، فهذه الوجبات تتكون من مقليات كالبطاطس أو مواد تحتوي على بسبة عالية من الدهون.
وفي حديث الجريدة مع أحد الباعة المتجولين صرح انه اعتاد ممارسة هذه المهنة الموسمية بداية كل فصل صيف وانه يسهر على نظافة المكان حيث نشاطه كل يوم هذا بالرغم مما لاحظته الجريدة من أوساخ ونفايات تحيط بعربته المجرورة كما لاحظت الذباب الذي يحيط بها، وقد اعتاد احد الباعة بأنه يقتني منتوجاته من أماكن معلومة تتوفر فيها شروط الجودة وانه يحفظها في الظل من التلف بدا هذا الشاب الذي يرتدي بذلة بيضاء ملطخة مترددا كثيرا في الحديث عن شروط السلامة المفروضة في هذا النوع من الأنشطة التجارية التي لها علاقة بصحة المستهلكين خاصة وانه لا يتوفر على أي ثلاجة او وسيلة لحفظ المواد والمكونات التي تدخل في إعداد الوجبات الغذائية مما يطرح الاستفهام حول نشاطه.
وبالرغم من وجود لجنة بولاية اكادير ، مهمتها حفظ الصحة وبالرغم من وجود آليات متعددة سواء على مستوى المراقبة ومنح الترخيص ومحاربة البيع العشوائي فان المؤكد هو أن هذه التجارة تمارس بشكل عادي أمام أعين الجهات المسؤولة ولا تعرف تدخل إلا في الحالة التي يحصل فيها تسمم وقد يعود البائع المتسبب في الحادث لممارسة عمله بعد أن تهدأ العاصفة.
المصدرمراسلة سعيد الدين بن سيهمو - اكادير
المصدر : https://tinghir.info/?p=20268