Ad Space

الزواج الجماعي بـ”ألنيف” في تنغير .. من دخَل “إنْرَارْنْ” فهو آمن + فيديو

admin
آخر الأخبارمحلية
admin7 أغسطس 2016
الزواج الجماعي بـ”ألنيف” في تنغير .. من دخَل “إنْرَارْنْ” فهو آمن + فيديو

تنظيم الأعراس بشكل جماعي، وفي الوقت نفسه، عادة قديمة في الجنوب الشرقي، تسعى من خلالها القبائل إلى تقليص تكاليف العرس، من خلال توزيع عدد السكان (الضيوف) على عدد المتزوجين. ففي الأعراف القروية المتوارثة لا تصح الأعراس دون دعوة كل سكّان الدوار وإطعامهم، إلا أن تزايد عدد سكان القرى جعل مسألة توفير الطعام والشراب للجميع أمرا مكلفا جدا، مما دفع بالأهالي، منذ القدم، إلى جعل الاحتفالات متزامنة لتعم الأفراح ولتقاسم الكلفة.

الحَرارة المُفرطة بألنيف، والمياه التي تغير لونها مؤخرا، لم تمنع البلدة الصغيرة بإقليم تنغير من الحفاظ على طقس الأعراس الجماعية التي اعتادت جمعية بوكافر تنظيمها كل سنة منذ ما يزيد عن عقد. على مدى ثلاثة أيام، يتم تنظيم هذه الأعراس وفق عادات قديمة جدا بالمنطقة، وها هي ألنيف تستعد، ككل سنة، لتزويج أبنائها وفق القوانين الشفوية التي تركها الأجداد.

ساحة إنرارن

alnif08161

تُعَد ساحة “إنرارْن” أشهر موقع بألنيف. فالساحة تحتضن أنشطة كبيرة على طول السنة، وفي شهر غشت يتحول المكان إلى فضاء لتنظيم الأعراس الجماعية؛ حيث يَحق لكل عريس أن يشارك في هذه الاحتفالات، ويستفيد من الامتيازات التي يوفرها المنظمون، وأن يجلب عائلته في تلك المواعيد المحددة للطقوس والاحتفال نحو “ساحة إنرارن”، كما يقر بذلك الدكتور حسن أزواوي، أحد المنظمين، الذي يؤكد أن “هذه الأعراس الجماعية تزيد من توحيد الساكنة، وتلتحم فيها بلدة ألنيف، على تنوع روافدها وساكنتها، فنجد كلا من أيت عطا، إمزيلن، إملوان، الشرفا وإسمخان في مكان واحد رغم اختلاف بعض العادات لكن ما يجمع الساكنة أكثر مما يفرقها. وأستحضر، في هذا الإطار، أساسا من الأسس التي بني عليها تأسيس الاتحاد الأوروبي (Unité diversifiée)”.

أزواوي، الأستاذ الجامعي المتخصص في التسويق، زاد، في حديثه لهسبريس، أنه “عبر الأعراس الجماعية نحافظ على المساواة بين الساكنة ونحارب التفاوت الطبقي؛ بحيث إن تواجد العرسان والعرائس في الساحة المخصصة للاحتفاء بلباس تقليدي يجعل الجميع كأسنان المشط. فلا يرى الزائر أي تفاوت طبقي أو تباهي عائلة على أخرى، فلا تُرى سوى الألوان والحمولة الثقافية والأشكال الجميلة”.

المتحدث نفسه أردف أن “التنظيم الجماعي يخفف الكثير من الأعباء عن المتزوجين وعائلاتهم، ومن واجبنا الحفاظ على هذا الرأسمال اللامادي الذي إن دلّ على شيء فإنما يدل على قيم تموزغا التي تتماشى والقيم الكونية رغم الحرارة المفرطة، لعلنا نقف في وجه بعض الطقوس الدّخيلة على المنطقة”.



aid

alnif08162

الحافلة بدل البغلة

قديما كان العرس يبدأ، في يومه الأول، بإركاب العروس على بغلة والطواف بها، إلا أن منظمي الزواج الجماعي أصبحوا يعتمدون على حافلة أنيقة لتنفيذ كل تلك الطقوس، فيما يتم إلباس العروس والعريس كامل الزينة والملابس التقليدية التي حافظت البلدة على أسمائها، وكافة مراسيم الإلباس منذ قرون، مع الحرص على تنظيم لوحات فنية من أحيدوس ومن رقصات القبائل المشاركة، وهو ما يزيد من بهجة الحضور وحماسهم، لاسيما وأن الأزواج جميعهم يشاركون في رقصة أحيدوس المعروفة، ويشكل الزي الموحد للعرسان والعرائس لوحة فنية متناغمة تسلب الألباب.

لكل ضيوفه

لا يتدخل المنظمون في ضيوف عائلات المتزوجين، كل منزل به عرس يستضيف ضيوفه ويكرمهم بحسب ما يريد، أما “إنرارن”، فمن دخلها فهو آمن؛ إذ يقتصر دور المنظمين على السهر على الطقوس المتعلقة بالعادات والتقاليد المحلية، من إلباس الأزواج، وتنفيذ كل الطقوس القديمة المتوارثة جيلا عن جيل.

alnif08163

ولا يختلف اليوم الثاني كثيرا عن الأول، إلا في بعض الطقوس، فيما يكون اليوم الثالث والأخير هو الذي ينتظره الكثير من الضيوف، على اعتبار أنه يُختتم بإبراز وجوه العرائس وهن في كامل زينتهن وأناقتهن.

المصدرهسبريس ـ ميمون أم العيد

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.