بكل فخر واعتزاز اعتلت التلميذة ثرية الفضيل من منطقة أيت أوزين بجماعة سوق الخميس دادس منصة التتويج بالرباط، مسجلة بذلك أعلى معدل في شعبة العلوم الإنسانية 18.12. التلميذة التي جسدت وبكل امتياز ماهية الفتاة القروية التي كابدت ولازالت لتحقق ما تصبو إليه .
ثرية كانت ثريا نفسها تنير دربها منذ صغرها وهي تقطع المسافات الطوال لتصل رحم العلم، من ،أيت أوزين إلى سيدي بويحي إلى ثانوية عبد الكريم الخطابي التأهيلية؛ مسار حافل بالاجتهاد تكلل بحصولها على المركز الأول في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بالمغرب، مشرفة بذلك منطقتها و أساتذتها وكل الأطر التي سهرت على تنشئتها.
لعل الفرحة التي يحس بها المرء وهو يرى شخصا منه وإليه يعتلي منصة التتويج أجمل من أن توصف في سطور، لكن الأدهى والأمر أن تعامل هذه الأيقونة التي شرفت الجنوب الشرقي ككل بنوع من اللامبالاة، في الوقت الذي استرسل فيه الجميع بمن فيهم جمعيات تربوية وثقافية في استقبال مغنين وراقصين لا فضل لهم على المنطقة ويزمرون ويطبلون لهم بحثا عن تمويل من هنا أوهناك.
وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن تحرك المديرية الاقليمية لتنغير ساكنا للاعتراف بهؤلاء المتفوقين خصوصا ثرية التي شرفت الحوض ككل، اكتفت بحفل باهث يمكن أن يسميه المرء انقلابا تربويا بامتياز، فالحفل الذي كان من الضروري أن تحضره الأطر التربوية التي سهرت على تنشئة وتكوين وتدريس هؤلاء المتفوقين حضره رجال السلطة بزيهم العسكري. وهم من كانوا لأيام طوال يزرعون الرعب في المتعلمين أثناء اجتيازهم للامتحان الوطني. وغاب الأستاذ تماما وحضر آخرون ليلتقطوا الصور كما جرت به العادة.
ليس غريبا إذا أن نكون مجتمعا لا يعترف بالاجتهاد ويجهض كل محاولات الابداع والتفوق.
نعم شكرا ثريا الفضيل على تشريفنا وتشريف ثانوية عبد الكريم الخطابي التأهيلية بسوق الخميس دادس. ومزيدا من التألق والاجتهاد في قادم الاستحقاقات الوطنية.
المصدر : https://tinghir.info/?p=20140