المتتبع لما جرى ببلاد الأتراك في ليلة الجمعة الثانية من شهر شوال 1437 ، و بصرف النظر عن المواقف التي تشتت في العالمين بين مؤيدين ومعارضين والمبتلعين ﻷلسنتهم وقلوبهم هواء، قد يخرج بخلاصة لا شقاق ولا خلاف حولها وهي خروج الشعب التركي لحماية مؤسساته من عنف المؤسسة العسكرية. و الشعب التركي بذلك يقدم درسا بناء لنجباء أم الدنيا مصر الذين قبلوا بالانقلاب العسكري وارتموا يتباكون ويتجرعون مرارة ربيعهم العربي الذي صار هشيما بفعل الآلة العسكرية. لم يدافعوا عن شرعية صناديقهم الانتخابية، ولم يحموا رئيسهم المنتخب!!!! الثاني، أن الانقلاب، بصرف النظر عن دواعيه الداخلية والخارجية، هو درس قوي لكل عسكر العالم العربي المفترض فيهم حماية شعوبهم لا توجيه البنادق لصدورهم التواقة للحرية والكرامة والديمقراطية. والثالث، إن الحكومات العربية إذا بنت ديمقراطياتها على التدبير الحر والمستقل، ومتعت شعوبها بشروط العيش الكريمة والمواطنة الحقة لا قمع ولا تضليل ولا تهميش، ستجد سندها القويم والحثيث في شعبها المستعد للارتماء تحت عجلات الدبابات الزاحفة، وليس التسجيل في اللوائح الانتخابية . وقد تجد بونا هائلا بين اعيطوا للدولة والمخزن!! ، ودعوة الشعب كما صنع رجب أردوغان. فأما الزبد فيذهب جفاء. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
المصدر : https://tinghir.info/?p=19644