بينَ دُوَّار “آيتْ قاسِي” فِي سُوق الخمِيس دادْس، نواحِي تنغِير، والقطبِ الشمالِي المتجمد من كوكب الأرض، مسافةٌ من الحلمِ والمكانِ يحكِيهَا المهاجرُ المغربيُّ، فؤَاد خلِيل، الذِي قادهُ العملُ إلى مهمَّة في نقطةٍ غير مأهولةٍ من الأرض.
فؤَاد الذِي يبلغُ من العمر 35 عامًا، وَيعملُ تقنيًّا في إحدَى الشركَات الأمريكيَّة، سافرَ بتمويلٍ منهَا إلى القطب الشمالِي المتجمد، حيثُ تقلُّ درجة الحرارَة عن 54 مائويَّة تحت الصفر، يقُول فِي حديثٍ لهسبريس إنَّه ليسَ سوى واحد من المغاربة الذِين توفرتْ لهم الإمكانيَّات “أجزمُ أنَّ مغاربةً كثرًا كانُوا سيخوضُون التجربَة نفسها لوْ أنَّ الظرُوف سمحتْ لهم بذلك”.
ولمْ تكن الرحلة التي قادَت فؤَاد المتخرج من إحدى معاهد الصناعة الثقِيلة فؤي ولاية نيُويورك، إلى القطب الشمالِي المتجمِّد بالسَّهلة، حيثُ إنَّها تطلَّبتْ ملابسَ خاصَّة للحفاظ على درجة حرارة تناسبُ جسم الإنسان. فؤاد يؤكدُ فرادَة التجربَة قائلًا إن المنطقة هادئة، “الإنسان يشعرُ هناك بهدُوء وسكينة يحسنَان من حالته النفسيَّة، وهو يشاهد مناظرَ لمْ يسبقْ أنْ وقعتْ عليها عينه، فِي أيٍّ من الأماكن التِي زارهَا”.
العقبَاتُ ليسَتْ قليلةً أمام من يرغبُ في قصد المنطقة، يقُول فؤاد، حيثُ إنَّ هناك عائقًا لوجستيًّا فِي المقام الأوَّل، بالنظرِ إلى صعوبة الإبحار، التي تنضافُ إليها التكلفَة الماليَّة الباهضَة لمنْ يرغبُ فِي خوض التجربَة، الأمر الذِي يستدعِي جهةً تدعمُ الباحث في سفره العلمِي، لأنَّ من الصعب أنْ يأخذ المبادرة بمفردهِ.
موازاةً مع إكراهات اللُّوجستيك، تنضافُ عراقِيل دوليَّة إلى سبر القطب الشمالي، يردفُ فؤاد عن تشبث الدول القريبة من القطب الشمالي بجوانب قانونيَّة، مثل مساحة الجرف القارِي والمنطقة البحريَّة القانونيَّة، زيادةً على احتجاجات الناشطِين البيئيِّين “هناك عراقِيل كثيرة تحُول دون تطوير موارد القطب الشمالِي والاستفادَة منها، لأنَّ هناك تشديدًا على لزوم بقائه نظيفًا”.
بعدَ الرِّحلَة التِي قادتهُ إلى منطقة القطب الشمالِي المتجمد، حيثُ كان يرفعُ الأذان للصلاة، يرَى فؤاد الذِي هاجر منذُ سنواتٍ إلى الولايات المتحدَة، أنَّ الصبر والطمُوح، هما الطريق الأقصد في نظرهِ نحو النجَاح، لأنَّ الطرقَ لا يمكنُ أنْ تكُون سالكةً دومًا إلى النجَاح.
هشام تسمارت
المصدر : https://tinghir.info/?p=1942