في الوقت الذي يقطع فيه عشرات المواطنين، مسافات طويلة جدا للوصول إلى المستشفى الإقليمي سيدي حساين بن ناصر بورزازات،يستمر تهاون بعض الأطباء في الحضور لأداء عملهم، إضافة إلى الأوضاع “الكارثية” التي تعرفها هذه المؤسسة اللاصحية.
فالمعلومات الملموسة تدل عن معاناة عدد من المواطنين والمرضى الوافدين من المدن التابعة للإقليم أو الأقاليم المجاورة كتنغير، زاكورة، وتتعمق هذه المعاناة مع الغياب الفظيع لمجموعة من الأطباء الاختصاصيين.
وتشير المعطيات إلى حضور طبيب واحد فقط من كل تخصص رغم تعيين طبيبين أو أكثر في ذلك التخصص، ومزاولته العمل لمدة لا تزيد عن 10 أيام، ويتغيب عن العمل فيما تبقى من أيام الشهر.
ومن جانب آخر فحضور بعض الأطباء يكون ليومين في الأسبوع، ومنهم من يحضر يوما واحدا فقط، رغم أن القانون يحتم عليهم تغطية أيام العمل الرسمية في الأسبوع، وهو ما يشكل تهاونا في أداء الواجب المهني.
ويلاحظ أن بعض الأطباء الاختصاصيين التابعين لمندوبية وزارة الصحة بورزازات يقضون جل أوقاتهم بالمصحة الخاصة المجاورة للمستشفى. كما تم تسجيل عملية تحويل وإرسال عشرات الحالات المرضية كما النساء الحوامل التي تأتي إلى مستشفى سيدي حساين بن ناصر من طرف الأطباء الاختصاصيين إلى هذه المصحة الخاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الأطباء الاختصاصيين في مستشفى سيدي حساين بن ناصر متوفر وكافي خصوصا في تخصصات الإنعاش والتخدير، جراحة العظام والمفاصل، جراحة الدماغ والأعصاب، أمراض النساء والتوليد، المسالك البولية، الأشعة ، طب الأطفال، الجهاز الهضمي، الأمراض الجلدية، أمراض الأنف والأذن والحنجرة، طب العيون.
أما الخصاص فتعرفه بعض التخصصات الطبية مثل أمراض الرئة ، الغدد والسكري، .
ويسود استياء عارم بين صفوف المرضى وحتى الأطقم الإدارية والتمريضية العاملة بمستشفى سيدي حساين بن ناصر بورزازات بسبب غياب الأطباء الأخصائيين الذي أصبح يمثل قاعدة عامة وحقا مكتسبا لهذه الفئة دون غيرها، حتى باتت هذه الظاهرة معروفة عند الجميع، بمن فيهم مدير المستشفى والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بورزازات اللذين ينتهجان سياسة النعامة تجاه هذا الاختلال الواضح والمفضوح.
وفيما يتعلق بمركز الفحوصات الخارجية ، فالأطباء الاختصاصيين يحددون عدد المرضى الذين يفحصونهم في يوم تواجدهم بين 10 إلى 20 فقط في كل استشارة، وهو ما يؤدي إلى تباعد مواعيد الفحص لأشهر متواصلة وتفاقم الحالة الصحية للمرضى. هذا المركز الذي يعرف اكتظاظا يوميا وتشاحنا كبيرا بسبب تأخر التحاق الأطباء به، وعدم لامبالاة بعضهم بالالتزام بمواعيده داخل هذا المركز، حيث لوحظ أن عددا مهما من المرضى لا يستفيدون من الفحص في اليوم المحدد ويتم تغيير الموعد إلى تاريخ لاحق دون مراعاة ظروف المرضى الصحية والاجتماعية.
وتفيد بعض المصادر من المستشفى الإقليمي أن عددا من الأطباء الاختصاصيين يرفضون إلزامية الحضور لمعاينة المرضى خارج أوقات العمل الرسمية خصوصا بمصالح الطب حيث يختلط الحابل بالنابل ونرى في بعض عطل نهاية الأسبوع طبيبا أخصائيا في تخصص ما ويتكلف بباقي الحالات المرضية التي لا تدخل في نطاق تخصصه مما يجعل متابعة حالات المرضى في مهب الريح ويعرضها للخطر. فعلا سبيل المثال لا الحصر كيف لطبيبة أخصائية في الأمراض الجلدية أن تتكلف وتعني العناية الكافية بمريض يلزمه تدخل الأخصائي في أمراض القلب والشرايين؟ والعديد من الأمثلة في هذا المجال كثيرة ومتعددة.
وهنا وجب التأكيد على أن في الحالات التي يلتحق فيها بعض الأطباء بالمستشفى للعمل فإنهم يشتغلون 3 ساعات فقط في يوم حضورهم ولا يحترمون التوقيت الإداري للعمل الذي يحدد فترة العمل من الثامنة والنصف صباحا إلى الرابعة والنصف بعد الزوال.
المصدر : https://tinghir.info/?p=19211