في سابقة من نوعها على صعيد إقليم تنغير، نظمت الجماعة الترابية لأميضر، و بتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني الدورة الأولى من الملتقى العلمي، الثقافي و الاجتماعي بإميضر يومي 14 و 15 ماي و ذلك تحت شعار: “حكامة الموارد المحلية أساس التّنمية”.
وقد استهلّت فعاليات هذا الملتقى بأنشطة متنوعة لفائدة الساكنة خصوصا الاطفال، حيث تم تنظيم حملة طبية من تأطير الهلال الأحمر المحلّي (فرع واكليم)، إلى جانب ورشات الرسم و الصباغة، فقرات تنشيطية و دوري كرة القدم المصغّرة لتلامذة المنطقة، بالإضافة إلى مسابقة العدو الرّيفي، و من جانب آخر تمّ تنظيم أمسية فنية و ثقافية أبدع فيها الكبار و الصغار من المشاركين في لوحات فنية، مسرحيات و أناشيد متنوعة، هذا بفضل الفقرات الموسيقية التي أنغمت على مسامع الحضور الكثيف من ساكنة إميضر و زوارها الذين تشرف أهل المنطقة بحضورهم.
و لعلّ الحدث الأبرز الذي عرفته فعاليات هذه الدورة الأولى من الملتقى العلمي هو النّدوة الفكرية و العلمية التي تناولت موضوع التنمية المنبنية على أساس حكامة الموارد المحلّية و كانت محاورها الرئيسية كالتالي:
– أولا: التّأهيل التّرابي كمقاربة لتنافسية حضرية بالجماعات التّرابية و المساهمة في التّنمية الجهوية.
– ثانيا: الموروث الثقافي للمجالات الجبلية بين التّثمين و الإستدامة.
– تالثا: الموارد الترابية للجماعات القروية بين التّشخيص و رهان التّنمية الجهوية.
و قد عرفت هذه النّدوة مشاركة مجموعة من الأساتذة و الباحثين الجامعيين من مختلف المناطق و الجامعات المغربية الذين أغنوا هذه المبادرة بإسهاماتهم الفكرية و تجارب متنوعة في إطار تدارس سبل تحقيق التنمية على أساس الحكامة في تدبير الموارد المادية واللامادية المحلية، و في هذا الصّدد، يقول الأستاذ رشيد بنمنصور، باحث في الدكتوراه و منسّق الندوة: ” …هي خطوة أولى من نوعها على صعيد الإقليم، الندوة غنية جدّا كونها تناولت أهمّ مرتكزات التنمية ألا وهي تثمين الموارد المادية و اللامادية حيث التّأهيل الترابي و خلق شراكات قوية مع جميع الفاعلين المحليين…و أتمنّى ان نجد شركاء جدد مستقبلا للمضي قدما بهذه المبادرة و ضمان استمراريتها و تطويرها… في الاخير نشكر المجلس الجماعي لاميضر عن قبولهم ودعمهم الكامل والمسؤول للفكرة” مداخلات غنية و متنوعة هي تلك التي أدلى بها كل المحاضرين خلال أشغال النّدوة كما هو الحال بالنسبة للإضافات التي ساهم بها المتدخلين من الحضور، إناثا و من الذكور، أثناء فترات المناقشة؛ الموروث الثقافي، إسهام المرأة، دور المنتخب الجماعي، التواصل البيجماعاتي، تأهيل الوحدات الترابية، تسويق الموارد المحلية، حكامة تدبير الموارد الطبيعية إميضر نموذجا ثم التأطير الجمعوي… هي مواضيع مهمّة اتت بها كلّ الإسهامات القيّمة للمشاركين في هذه النّدوة و التي نالت تفاعلا جدّيا و نقاشات وازنة أبانت عن إرادة الجميع، من المشاركين و الساكنة، في الإفادة ثم الإستفادة بهدف الرقي بالبحث العلمي بالمنطقة باعتباره سبيلا نحو إرساء نماذج جديدة و بديلة لتحقيق التنمية في شتّى مجالاتها.
ريئس الجماعة التّرابية لإميضر قال: أشكر الأساتذة المشاركين الذين تحملوا عناء التنقل من القنيطرة، أكادير، مراكش، الرباط والجديدة وكل من ساهم في إنجاح هذا الملتقى وأضاف انه سيكون مناسبة سنويا كما ان المجلس الجماعي مستعد للتعاون مع الجميع من أجل جعل جماعة إميضر فضية عالمة ومتضامنة. كما قدم اعتذاره للدين قدموا طلب المشاركة ولم يتم المناداة عليهم نظرا لضيق الوقت وكثرة الطلبات حيث توصلت اللجنة ب 90 طلب للمشاركة.
بدوره، يقول النائب الأول لرئيس الجماعة التّرابية لإميضر الحسين وعمّي:” هذا الملتقى العلمي يدخل في إطار اللقاءات التواصلية و التّشاورية التي تنهجها الجماعة التّرابية لإميضر من أجل وضع رؤية واضحة المعالم للمشروع التّنموي للجماعة التّرابية،… فهذا الملتقى العلمي الاول جاء ليعزز المقاربة التشاركية و خاصة مقاربة النوع مع الاخذ بعين الاعتبار البعد البيئي في المشاريع التي تنوي الجماعة إرساءها على أرض الواقع…”
ختاما لمتلقى إميضر العلمي في دورته الأولى، تمّ توزيع الجوائز على المتفوقين دراسيا و كذلك على الفائزين في المسابقات الرياضية في حفل بهيج، كما تمّت، و امام الحضور، تلاوة جميع التوصيات التي خلصت إليها أشغال النّدوة العلمية اعتمادا على الأفكار الواردة في شتّى العروض التي قدّمها الباحثون و الأساتذة الجامعيون خلال هذه النّدوة، و نذكر من بين هذه التوصيات ما يلي:
– رفع رسالة إلى صاحب المهابة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
– العمل على استمرارية هذه المبادرة و إنجاح الدّورات القادمة من هذا الملتقى العلمي.
– نشر كلّ مداخلات الندوة العلمية في مجلّة محليّة.
– إعداد براءة الاختراع لهذا الملتقى و تسجيله لدى المكتب المغربي للملكية الفكرية.
– تنظيم مهرجان محلّي لتثمين المنتوج المحلّي ” مهرجان الفضّة”.
– تشجيع العنصر النسوي على خلق تعاونيات تهم مشاريع مدرّة للدّخل.
– إحداث مؤسسة مناجم للاعمال الاجتماعية بإميضر ( تمويل فرق رياضية بالجماعة – تشجيع وتمويل خلق التعاونيات- تحفيز البحت العلمي -…)
– إحداث مدرسة المعادن بالجماعة التّرابية إميضر.
هكذا إذن مرّت أجواء و فعاليات الملتقى العلمي الأول بجماعة إميضر بنجاح، فضلا عن كل من المنظّمين و المشاركين في أشغاله على مدى يومين آملين تحقيق أهدافه و العمل على تطبيق ما ورد من مضامين التّوصيات الهادفة و الجدّية، و في انتظار لقاءات أخرى جديدة و متنوعة، و كذا تطوير هذه الفكرة و انجاح الدورات القادمة بإذن الله.
الشّكر كل الشكر لكل من ساهم في انجاح هذه التظاهرة العلمية و الثقافية سواء من بعيد أو قريب.
و السلام عليكم و رحمة الله
جماعة إميضر
المصدر : https://tinghir.info/?p=18463