البوابة الإلكترونية للتنمية والأدوار المطلوبة.

admin
اقلام حرة
admin6 مايو 2016
البوابة الإلكترونية للتنمية والأدوار المطلوبة.
الحبيب عكي

لقد تفتق التدبير الحكومي مؤخرا ببلادنا عن بوابة إلكترونية للتنمية تمثلت في موقعها الرسمي charaka.ma،وإنها لمبادرة محمودة ومنتظرة ومتؤخرة في نفس الوقت باعتبار الجهود الرقمية الجبارة للعديد من الدول في اتجاه إرساء حكومات إلكترونية عادت على شعوبها بما لا يتصور من تدليل العقبات والصعوبات المرتبطة بالبيروقراطية الإدارية وعرقلة المبادرة والاستثمار والتنمية،إلى درجة أن دولة صاعدة ك”سانغفورة” مثلا لم يبقى فيها شيء متخلف اسمه إدارة الحبر والأوراق ويمكن للمستثمر فيها حتى الأجنبي تأسيس شركته الاستثمارية دون رؤية وجه بشر أعطاه أو منعه، بل فقط  طبقا للقوانين وعبر الأنترنيت وفي مدة أقل من 24 ساعة؟؟.

البوابة أيضا اجتهاد آخر للمساهمة في حل الإشكال التنموي الذي لا يزال في الحقيقة باعتبار الحاجة والمطلوب متأخرا وجد معقد كما في  العديد من الدول السائرة في طريق النمو،والتي لم تفلح فيها إلى اليوم أي وصفة لكسر قيد التخلف وأغلاله التي لا تزال تطحن البلاد والعباد منذ عهد الاستعمار،لم تفلح في تحيق التنمية في هذه البلدان والتنمية المستدامة والمستدامة في الاتجاه الصحيح والديمقراطي، لا الديون الخارجية ولا المساعدات الأجنبية ولا حتى الارتهان للسياسات الاستراتيجية للدول المانحة والتبني الفج لمواثيقها الدولية والانخراط المجاني في معاركها العدوانية؟؟،ولا حتى تعاقب الطبقات السياسية الحاكمة وتغيير الاختيارات والتوجهات والمخططات والليبراليات والاشتراكيات…،ولا التغيير السفسطائي للأسماء والمسميات من التنمية العامة إلى التنمية الخاصة إلى العمرانية فالبشرية فالمستدامة فالمجالية والمحلية فالاجتماعية والبيئية النظيفة…،ترى هل ستكون بوابتنا الإلكترونية وصفة سحرية لكل هذه الإشكالات التنموية المزمنة أم مجرد وصفة افتراضية فارغة لا أثر لها على أرض الواقع لأن la formule ماشي في formulaire ؟؟.

لاشك أن البوابة الإلكترونية للتنمية charaka.ma يمكن ورغم كل شيء ان تلعب بعض أدوارها التنموية المطلوبة والممكنة،شريطة أن يكون الواقع هو من يؤثث عالمها الافتراضي و”ديزايناتها”البراقة وأن يكون عالمها الافتراضي بوابتها الواسعة وجسرها الآمن نحو الواقع غير الافتراضي وانتظاراته اللامحدودة الملحة والمشروعة،ومن أجل ذلك نقترح مجموعة من الإجراءات ولاشك ستساهم في هذا الاتجاه التنموي الوطني المأمول،ومن ذلك:

  1. هل تستطيع البوابة أن تتخلص من ران الهاجس الأمني،فتعمل على تحرير المعلومة و تساهم في تفعيل الحق الدستوري في الوصول إليها من طرف الجميع،فما أفقر العالم المتخلف إلا غياب المعلومة والتكتم عليها حتى على أهلها؟؟.
  2. إلى أي حد ستلبي البوابة طلبات و حاجيات كل المتدخلين في العملية التنموية المنشودة،قطاعات وهيئات ومستثمرين وفاعلين وجمعيات،وإلى أي حد ستكون ذلك الجسر التواصلي الغائب بين الجميع،ولم تأخذ برأي ولا مقترح أحد؟؟.
  3. هل ستحتوي البوابة المرتقبة وهي قيد التطوير على قاعدة بيانات وافية تضم كل ما يهم كل أنواع التنمية،من”مونوغرافيات”وإحصائيات وعتبات الفقر والتهميش،مخططات وبرامج و برمجيات وتطبيقات،بطائق تعريف لهيئات مدنية ومستثمرين وطنيين ودوليين،بنك ثري بالمشاريع وطلبات العروض وعقود الشراكات والاستثمارات،و”بروفايلات”تواصلية للجهات المانحة والمبدعة وطنيا ودوليا،وكذلك”بروفايلات”تواصلية لمختلف وسائل الإعلام،مختلف دفاتر التحملات والانجازات التنموية المتميزة،ترافعات مدنية وسياسية بشأن مشاريع معينة في مناطق معينة،الاعتمادات المالية المخصصة لمشاريع الحكومة حسب الجهات،معايير الجودة والحكامة الجيدة وتقارير المتابعات والحسابات والمحاسبات،مبررات قبول أو رفض مشاريع الجمعيات و مبررات قبول أو رفض دعمها وقدر منحها وكلها من مقتضيات الشفافية والمقاربة التشاركية،برامج الدورات التكوينية ونهج السيرة للمكونين،مناصب الشغل المتاحة وتواريخ التباري عليها ونتائج المباريات،وكذلك نتائج فتح الأظرفة وعقد الصفقات بكل نزاهة وشفافية،نشرات إعلامية سمعية وبصرية للتعريف بمشاريع وتجارب وهيئات وفاعلين،ونشرة تواصلية مكتوبة بكل هذا رهن إشارة المنخرطين والمتصفحين؟؟.

        بالأمس،كثر الهرج والمرج حول بوابة”مسار”وبأنها ستحدث الثورة الجذرية التي طالما انتظرها الجميع  في التعليم،بأنها ستضبط مسك النقط وتمكن الآباء من الاطلاع على نتائج أبنائهم في حينها،وبأنها ستمكن من مواكبة التلاميذ ودعمهم دعما  خاصا حسب نتائجهم،وبأنها ستحقق العدل بين الأساتذة بأن تضع لهم استعمالات زمنهم بشكل متكافىء،وستكشف الموظفين الأشباح وتساعد في إعادة انتشار الموارد البشرية بين المؤسسات بشكل أيضا متكافىء،وستكشف القاعات الفارغة والناقصة بحق والمؤسسات المهددة بالإفلاس التربوي والتلمذي،وبأنها…وبأنها…وبأنها…،وها هي اليوم لم تستطع حتى مسك النقط في حينها رغم سهر السادة الحراس العامون بشأنها إلى قبل صلاة الفجر أحيانا، وكم من مؤسسة لا تتوفر لا على حاسوب ولا على الشبكة العنكبوتية،أو فيها كل ذلك ولكن بدون خلايا إعلاميات وبحواسيب بدائية وصبيب مريض وممرض،لم تجد معه العديد من الأطقم التربوية إلا العودة مجبرين إلى الطابع التقليدي المتردي للأمور، وكأنه وبعدما تمت الصفقات والبيع والشراء وربح الرابحون،أصاب فيروس التمنع والتمييع والإفراغ من الجدوى كل شيء، وترك المنظومة تزداد تسوسا ونخرا وأصبحت كالعنقاء الهوجاء تدور حول نفسها في حمق وجنون،لا نملك من أجل التنمية والإنسان إلا أن نسأل الله تعالى معافاة البوابة الجديدة منه وكل البوابات..كل البوابات؟؟.

المصدر الحبيب عكي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.