دخلت إلى المسجد ككل جمعة أعرف أنني لن أجد في الخطبة ضالتي بل ما يحز في النفس ويجعلك تنظر في كل لحظة لتلك الأعداد من الساعات الحائطية لتمر اللحظات بسرعة وتنتهي تلك الكلمات التي لا يختلف اثنان في بعدها عن الحقيقة وأنها كلمات في مواضيع تافهة ولها نبرة ومشاعر وأحاسيس غير الذي يلقيها على مسامعنا والذي طلب منا قبل لحظات أن من لغى فلا جمعة له لكنه هو في لغو دائم.خطبة اليوم كان وقعها على نفسي شديدا جدا … حيث ينهى الخطيب عن قتل النفس واعتبره من شحنوه بتلك الكلمات بلسانه أنها جريمة يغضب عليها الله عز وجل خاصة حرق النفس.وفي ذلك أستحضر صورة وشعورا قاتلا تبكي له العيون وتتفطر له القلوب وتتحسر منه الأفئدة وتقتض من المضاجع تلك المشاهد لتلك المرأة المسكينة التي تحترق وتتمرغ في الأرض في ألم شديد والناس يتفرجون عليها ولا يبالون.تفاجأة أن الخطيب المأجور من المخزن وليس من الله ينظر إلى فعلها أنه جريمة وتستحق عقاب الله عليها.
سيدي الخطيب عليك أن تعلم أن من يظلم لا يدري أنه ظالم فكل عمل يقوم به يحسبه عدلاً، ويصفق له الأتباع والأعوان فيظن أنه ظل الله في الأرض.وأن من الأفضل له أن ينام لأن نوم الظالم عبادة.وإن كنت تحاسب الأخر على فعله فالأولى أن تتحرى الصدق وأن تنظر إلى الإثنان لا أن تنتصر لطرف وتأخذ كلامه طولا وارتفاعا وعرضا مرحبا له ومصفقا وتميل حيث مال الرئيس وقد كنت بالأمس تشاهد الفيديو وتقول هذا ظلم…أما آن لك أن تقف لحظة صدق وتتذكر مكان وقوفك وأنك ستحاسب عليه يوم القيامة.
كيف لك يا سيدي أن تطالب المظلوم بالصبر وما بالك إذا كان الظلم قد تجاوز الحدود ففوق طاقتك لا تُلام.
والمصيبة ليس في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار
وما زاد من فجاأتي وفجاعتي اقحام أذني بمطالبتك إياه بالذهاب إلى المحكمة ورفع الشكوى ضد المظلوم فكيف يا سيدي والخصم هو القاضي. أترانى بعنا الدنيا بالدين.
تنامُ عينكَ والمظلومُ منتبهٌ يدعو عليكَ وعينُ اللّهِ لم تنمِ.
فهل يلام محب حاله عدم حسبي من الحب أني بالوفاء له أمشي وأحمل جرحًا ليس يلتئم وما شكوت لأني إن ظلمت فكم قبلي من الناس في شرع الهوى ظلموا أبكي وأضحك والحالات واحدة أطوي عليها فؤادًا شفّه الألم فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة فالدمع من زحمة الآلام يبتسم وفي الجوانح خفاق متى عصفت به الشجون تلوى وهو مضطرم فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=18072