نظمت جمعية الشباب المواطن للتنمية البشرية، بتنسيق مع فضاء الياسمين للثقافة ورشةً للقراءةِ تحت شعار «جيبْ مْعاك كْتابْ» يوم السبت 09 أبريل 2016 بمقهى الياسمين بتنغير. وتعتبر هذه الورشةُ نشاطاً افتتاحيا لمشروع القراءة لجمعية الشباب المواطن للتنمية البشرية الذي يسعى لتكريس ثقافة القراءة في صفوف الشباب والأطفال، والتصالح مع الكتاب.
افتتح اللقاء مع الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت الرسمي باستقبال المشاركات والمشاركين، والترحيب بهم، وتسجيل عناوين الكتب التي جاؤوا بها. ثم تعرفهم على الكتب المُتاحة في فضاء الياسمين للثقافة، بعد ذلك تمَّ إعلان القراءة عبر تخصيص نصف ساعة لها، إذ كلُّ واحد(ة) من المشاركين اختار(ت) عنواناً لقراءته.
بعد مهلة القراءةِ، خُصِّصَ مجال للنقاشِ حول مشاكل القراءة وواقعها في المنطقة، وما يجب القيام به للنهوض بالفعل القرائي، ووضع هذه الأرضيَّةَ مسيرُ اللقاء الذي أعطى الكلمة لرئيس جمعية الشباب المواطن للتنمية البشرية “محمد بالمكي” الذي رحب، مرة أخرى، بكل الشباب الحاضرين في الورشة، إذ إن حضورهم دليل رغبتهم في التصالح مع الكتاب، كما نوه بمجهودات صاحب مقهى الياسمين لتشجيع القراءة الذي عبَّر في كثير من المناسبات عن استعداده لدعم الفعل القرائي. كما أكدَ أهمية آراء الحاضرات والحاضرين في إنجاح مشروع القراءة عبر نقاشاتهم الجادة، وأفكارهم واقتراحاتهم.
وأخذ الكلمةَ، بعده، ممثل فضاء الياسمين للثقافة “عبد الرحمان مربوح” الذي أكَّد استعداد الفضاء لإنجاح مشروع القراءة، والنهوض بالواقع القرائي في مدينة تنغير في المدى القريب، وفي إقليم تنغير على المدى البعيد، وأن الفضاء مستعدٌّ لتوفير كل الظروف الممكنة من أجل ذلك.
وفي السياق نفسه، تحدث بعض المؤسسين لفضاء الياسمين عن المكانة التي احتلتها تنغير وطنياً بتلقيها رسائل شكر وتقدير من ‘‘شبكة المقاهي الأدبية بالمغرب’’ عبر مسؤولين برلمانيين. مؤكداً أن التنسيق الجديد بين فضاء الياسمين للثقافة وجمعية الشباب المواطن للتنمية البشرية من شأنه أن يواصل المسير، وعقد مصالحة بين القارئ والكتاب.
وأثارت بعضُ المداخلات أهمية التركيز على الطفل من أجل بناء جيل قارئٍ، وتربيته على ذلك، إذ القراءةُ تربيةٌ.
وأشارت بعضُ المداخلات إلى أزمة الكتاب في المدينة، حيث أكدت أن المنطقة تعيش أزمة نُدرة الكتاب، وليس من أزمة القراءة فقط. وأصرَّت على ضرورة تبادل الكتب، وتوفير المراجع، حيث إن الطلبة، مثلاً، يعيشُ مشكلةً كبيرة في المراجع أثناء البحث الجامعي، حيث إن احتكار المعلومة والمراجع من بين الأزمات التي يجب معالجتها.
وذكرت بعضُ المداخلات علاقة القراءة بمشاكل التعثرات في اللغات المكتوبِ بها، واقترح بعضهم حلولاً للتعامل مع مستغلقات اللغات المقروء بها.
ونبَّه بعضهم إلى ضرورة تحدي ما يعتري القارئ المبتدئ من مَلَلٍ، وما يُحيطُ به من مشتتات ذهنية (وسائل التواصل الاجتماعية، الضجيج…)، وهو ما أكدت بعضُ المداخلات على حسن التعامل معها بالحديث عن ظروف القراءة، ومحيطها وبيئتها. كما نبه البعضُ، من بين الحلول، إلى التدرج في القراءة، واختيار ما يلائم المستوى العمري والفكري والنفسي للقارئ.
وتطرق البعضُ إلى مشكلة الإبداع، ومشاكل التواصل لدى أبناء المنطقة، ورأى آخرون أنَّ الحلَّ هو القراءة باعتبارها بانية الشخصية التواصلية الناجحة، إذ إن من لا يقرأ لا يُبدِعُ، ولا يُنتِجُ.
وأشار المتدخلون، في السياق نفسه، إلى ضرورة تشجيع الشباب على الكتابة، عبر تشجيعهم على القراءة.
ونبَّه متدخلون إلى أنَّ وسائل الاتصال والتواصل الحديثة ليست كلُّها سَلبية، وإنما فيها جوانب كثيرة إيجابية يجب استغلالها.
وعرف النشاط طرحَ بعض الأسئلة الثقافية المرتبطة بالقراءة مِنْ قِبَل الفاعل الجمعوي “عمر العثماني” الذي خصص جوائز للمُجيب على أسئلته عبارة عن كتب.
واختتم اللقاء ببعض المقترحات العملية (ستُنشَرُ لاحقاً في برنامج تفصيلي).
لجنة الإعلام والتواصل والتوثيق، عن كتابة الجمعية
المصدر : https://tinghir.info/?p=17573