القطب الحضري، العمران والأخرون…
إنه عنوان لمسلم مغربي لا أحد يعرف متى نهايته، أو بالأحرى وجع التراب، مسلسل لم يكنالمستفيدون من البقع الأرضية من القطب الحضري بمدينة تنغير بأشطره الثلاث وخصوصا المجد 2 يعتقدون أن حلمهم في السكن سيتحول إلى كابوس يؤرقهم طيلة سنوات، ولم يخطر ببالهم أيضا وهم يتابعون الحلقة الأولى، أن المسلسل سيمتد لعقد من الزمن، ومع مرور الحلقات، بدأ يتضح لهم أن التجاهل واللامبالاة سمتان أساسيتان لكافة المتدخلين في الملف.
ففي الوقت الذي كانت فيه ساكنة مدينة تنغير تتوقع أن يحدث القطب الحضري الجديد نقلة عمرانية رائدة في النسيج المجالي للمدينة منذ تدشينه من طرف صاحب الجلالة سنة 2005، يبدو أن المشروع سقط في بيروقراطية بطيئة تصر، عن سبق إصرار وترصد، على وأد حلم الناس البسطاء في امتلاك سكن. ويخوض المستفيدون الذين غامروا بشراء بقعة معاناة يومية جراء الوعود الكاذبة حول موعد التسليم، ويبدو أن العمران ليست في عجلة من أمرها.
المجد 2 المعضلة..
الأشغال فيه تتذبذب بين الإهمال تارة والتوقف تارة أخرى والتماطل والتأجيل مرات عديدة، والمقاولات المشتغلة في التجزئة تغادر دون إكمال الأشغال، وخير مثال المقاولة المكلفة بتعبيد الطرق التي حضرت لإتمام ما بدأته مند سنوات لنتفاجأ بتوقفها هذا الأسبوع، لسبب قد يكون في الغالب ماديا فلا يعقل الاشتغال دون الحصول على المستحقات، لتبقى الطرق دون تعبيد. أما الأعمدة الكهربائية ذات التوتر المتوسط فلازالت تخترق الجهة الجنوبية، كما أن لاقطي الهاتف واقفان بثبات وكأنهما يقولان للمستفيدين لن نبرح مكاننا، فالشركتان المالكتان يبدو أنهما لا تكترثان للأمر.
لقد تفاءل المستفيدين بإصدار العامل السابق السيد عبد الرزاق المنصوري قرارا عامليا بتشكيل لجنة للمواكبة ووعده بالتسليم في فبراير من هذه السنة، كما سبق وأن وعدت العمران من قبل بحضور العامل السابق السيد الحسين أغجدام في محضر اجتماع ماي 2014 بتسليمه في غضون ثلاثة أشهر من تاريخ التوقيع، لكن يبدو أن المشكل أعقد بكثير وربما هناك أياد خفية تصرّ على تأجيل التسليم وتأجيل أحلام المستفيدين.
ومن المرجح أن يعرف الموضوع تطورات هامة مستقبلا مع عزم العشرات من المستفيدين من المجد 2، على التكتل للدفاع عن حقهم في السكن، ومراسلة الجهات المركزية والقيام بوقفات احتجاجية للتنديد بالبطء الذي يطال إتمام التجزئة ومرافقها التي دشنها الملك قبل سنوات دون أن تكتمل لغاية الآن معالمها النهائية، فهم مصرون على إسماع صوتهم لدى المسؤولين وحملهم على إصلاح هذه الحالة الشاذة وتسريع الأشغال وتقويم الأخطاء التي تحول دون أن تصبح تجزئة القطب الحضري منارة حضارية في تنغير كما أرادها صاحب الجلالة.
لهذا فإنهم يناشدون السيد العاملعبد الحكيم النجار بالتدخل شخصيا لتسريع تسليم المجد 2 رأفة ورحمة بالعديد من الأسر التي لا تطالب إلا بقطع أرضية أدّت ثمنها مند سنوات. فلم يعد هناك أي سبب للتأجيل، فلماذا هذا التأخير؟ يتساءل هؤلاء.
المجد 1 ولادة قيصرية..
لقد تم تسليم المجد 1 في ظروف غير طبيعية بنواقصه وعيوبه،بمدرسة لا تتوفر على أبسط الشروط المادية والتربوية، وفي ظل غياب النقل العمومي من وإلى القطب، وغياب الإنارة العمومية الكافية فالذهاب من مركز المدينة إلى “القطب الحضري” ليلا يعتبر مغامرة خصوصا للنساء، أما في الجانب البيئي هناك غياب الفضاءات الخضراء، وانتشار أكوام من الأتربة والحجارة في أكثر من نقطة، وانسداد قنوات تصريف مياه الأمطار ففي حالة سقوط أمطار بكمية كبيرة سوف تؤدي إلى كارثة لا قدر الله، أما الخدمات الأساسية وخاصة تلك المرتبطة بالتسوق فمنعدمة بسبب عدم تشجيع الاستثمار، كل هذا يزيد من عزلة القطب عن مركز المدينة.
المجد 3 سرعة غير محسوبة..
المفارقة في المجد 3 هي أن المستفيدين أدوا تقريبا 80% من الثمن ولكن الأشغال لا تعبر عن هذا الرقم، ففي بعض الأماكن توجد تلال لم تسوى والتي تمت تسويتها لم تُسوّى بشكل جيد خصوصا بمحاذاة ورش بناء العمالة، فكيف يعقل تواجد بقع في نفس المكان مع تفاوتات في الارتفاع قد تصل إلى مستوى طابق، والغريب في الأمر كذلك أن تزفيت الطرق تم قبل القيام بأشغال تمرير خطوط الهاتف والكهرباء والماء مما سيؤدي لا محالة إلى حفرها مستقبلا. وتجدر الإشارة إلى أن المجد 3 تخترقه هو كذلك خطوط الكهرباء ذات التوتر العالي.
جمعية المجد.. الإطفائي
جمعية المجد، إحدى جمعيات المجتمع المدني النشطة بالقطب الحضري، تستقبل يوميا العديد من المستفيدين الوافدين على مقرها شغلهم الشاغل هو متى موعد التسليم؟ فالجمعية تتساءل بدورها إلى متى ستستمر في لعب دور الإطفائي؟ فقد قامت بتوفير نقل مدرسي لتلاميذ القطب الحضري بعد أن تخلى عنهم الجميع بالإضافة إلى حل مشاكل السكان، كتقريب الإدارة، التي من المفروض أن تحل من طرف الجهات المسؤولة، كما أكد أن الجمعية قامت بالعديد من المراسلات الإدارية لإثارة انتباه المسؤولين.
أمام هذا الوضع غير الصحي تدعو الجمعية السلطات المحلية والإقليمية التدخل العاجل و حث العمران على احترام التزاماتها والوفاء بوعودها وإخراج مشروع القطب الحضري للوجود كأحد أهم الأقطاب الحضرية بالإقليم.
وحتى إشعار أخر، يستمر المستفيدون في تأدية فاتورة الانتظار ومعها فاتورة الكراء التي أثقلت كاهلهم.
المصدر : https://tinghir.info/?p=17495