استغرب العديد من مشاركين و متتبعين لأشغال منتدى الخبراء و الباحثين لجهة درعة تافلالت الذي انعقد يومي السبت و الأحد 26 و 27 مارس الماضي بأرفود ، عن مشاركة 240 مؤتمر من أصل 760 مشارك ومسجل في قائمة خبراء و علماء المنتدى العلمي الذي رأى النور أواخر شهر مارس 2016 ، في عملية انتخاب و هيكلة المنتدى .
دواعي الاستغراب لعلها تكمن حسب بعض من حاورناهم ، يرجع الى حضور وازن لوزراء من حزب الأغلبية الحكومية ، ومن تصريحات وزير التعليم العالي الذي خص العديد من المنابر الإعلامية الالكترونية وغيرها بتصريحات تؤيد وتدافع عن رئيس الجهة وبنكهة استفزازية حسب المستجوبين ، ” فين ما دزتي كتنوض الضبابة …” ، وتصريحات حول ضرب مجانية التعليم : ” اللي بغا اقري ولدوا دير الديه فجيبو..”
كما تساءلوا عن غياب والي جهة درعة تافلالت والسلطات الإدارية ، رغم أن الوالي كان من الأوائل الذين سجلوا اسمهم في لائحة الحضور للمنتدى .
اللجنة التحضيرية كانت قد أوقفت عدد المسجلين في 1000 مشارك ، وكانت قد أعلنت يوم الافتتاح عن حضور أكثر من 760 باحث و خبير حضروا من مختلف أنحاء المعمور ، أغلبهم ينتمون الى مناطق جهة درعة تافلالت ، لكن لوحظ كذلك غياب كبير من مناطق ورزازات و ميدلت ، حيث وضعت عدة علامات استفهام حول هذا الغياب ، فيما طغى على الحضور المنحدرين من مناطق أقصى الجنوب الشرقي ، النيف تنجداد كلميمة ، بمالن دادس قلعة مكونة، الرشيدية، الجرف ، الريصاني …
ورغم ما قيل من ملاحظات و انتقادات عن انطلاق منتدى خبراء و باحثي جهة درعة تافلالت ، تبقى الفكرة محمودة و نوعية ، ورغم انسحاب عدد كبير من أشغال المنتدى ، والذي لم يكمل أشواطه سوى 240 عضوا ، فان انتخابات أعضاء المكتب التنفيدي للمؤسسة العلمية مر في جو ديموراطي ، وأن الأشخاص الذين تم اختيارهم بالاقتراع السري ، يستحقون كل التشجيع والمواكبة ، شريطة توفير الوسائل الضرورية و اللوجستيكية والتحلي بالحياد و الاستقلالية ، كما أكد عليه الوزير ع. العمري .
حقيقة ، كل الأعضاء المنتخبين لهم من الإمكانيات العلمية والتجارب العالية ، ما يجعل المنتدى يحول المسار التنموي لجهة درعة تافلالت ، إلى منطقة تنبعث من جديد في حلة تنموية حقيقية ، لتنفث غبار عقود طويلة من التهميش و النسيان .
ولعل مالفت الانتباه في هذا المنتدى كذلك ، هو غياب العنصر النسوي في المكتب التنفيدي الذي لم تلجه سوى سيدة واحدة ، وبالكاد ، لأن اللواتي تقدمن للترشيح ، سيدتين فقط ، واحدة سحبت ترشيحها في أخر لحظة . وكم تمنى الحاضرون أن تكون الحصة أكثر ، لكن ظروفهن لم تسمح بالترشيح كما تردد ،ليبقى المسؤول ألأول و الأخير ، عن تطبيق المناصفة ومشاركة نون النسوة ، هي المرأة نفسها ، وليس الرجل في هذا المنتدى .
المصدر : https://tinghir.info/?p=17381