إذا كانت العادة في احتجاجات الطلبة أن تكون ضد المسؤولين والمسيرين فإن الأمر يختلف تماما بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش هذه المرة،فهي احتجاجات للمطالبة بعودة العميد السابق، فقد انطلقت شرارة الاحتجاج منذ يوم الخميس 17مارس 2016 بحمل شارات حمراء كتب عليها “كلنا د.عبد الجليل هنوش” إثر علم الطلبة بإنهاء تكليف العميد السيد عبد الجليل هنوش الذي وصفوه بالأب قبل العميد، وهو ما ردده الطلبة يوم الجمعة 18 مارس برحاب كلية الآداب بمراكش كما أنهم هتفوا:
ü سي هنوش رتاح رتاح سنواصل الكفاح
ü لا بديل لا بديل من غير هنوش عبد الجليل
وقد دامت المسيرة من الساعة العاشرة إلى الثانية عشرة صباحا حيث جابت ساحة وقاعات ومدرجات الكلية، وفي تواصل مع بعض الطلبة حول إقدامهم على هذا النضال أجابوا بأنهم عاشوا مرارة التسلط والشطط والأبواب المقفلة والموصدة في وجوههم كلما تلعق الأمر بمشاكل إدارية قبل السيد هنوش، وبأن هذا الأخير يتواصل بشكل كبير ويفتح مكتبه للجميع وبدون استثناء ويباشر غالب المشاكل بنفسه، وهو ما دفع الطلبة إلى التطوع معه في تسيير بعض المرافق خاصة الخزانة التي أصبحت مفتوحة طيلة اليوم ولم يغلقها إلا مغادرة العميد هنوش لينتهي باب التطوع وترتبك خدمة من أهم الخدمات بالكلية.
وبشهادة المتتبعين وأساتذة من الكلية فإن السيد عبد الجليل هنوش أنجح الدخول الجامعي الحالي رغم العديد من الإكراهات كما أنه سهر على إنجاح امتحانات الدورة الخريفية بكل مراحلها رغم النقص الحاد في الموارد البشرية والعدد الهائل للمترشحين وهي معادلة معقدة تم حلها بتدابير استثنائية وامتص كل محاولات الاحتقان لتجاربه السابقة في التسيير ولحواره المثمر وجنب الكلية احتجاجات كانت ستعصف سواء بالدخول الجامعي أو بالامتحانات ولا يفوته في كل محطة أن ينوه بمجهودات كافة المتعاونين معه من طلبة وأساتذة وموظفين سواء خلال اللقاءات الرسمية أو عبر صفحته الشخصية، وبالموازاة مع ذلك نظمت الكلية عدة ندوات وأنشطة علمية، كما أنها شرعت في تأهيل العديد من الطلبة في تكوينات بيداغوجية متينة عرفت تنظيما محكما وإقبالا كبيرا…ليبقى السؤال لماذا تم إنهاء تكليفه في هذا التوقيت بالضبط وبعد اجتياز الفترات الصعبة والحساسة ؟ ومن المستفيد من هذه العملية؟و ما مستقبل هذه الكلية في ظل هذه الاحتجاجات؟
يتبع…
المصدر : https://tinghir.info/?p=17000