احتفلت يوم الأحد 13مارس الجاري ، جمعية “أمل” للأطفال المتخلى عنهم بالرشيدية بمناسبة مرور أزيد من ربع قرن على تأسيسها.
الحفل حضره عدد غفير من المدعوين وخاصة الذين ساهموا في استمرار هذه الجمعية ، التي برزت أواخر ثمانينيات القرن الماضي ، عندما لاحظت المساعدة الاجتماعية لمستشفى مولي اعلي الشريف بالرشيدية (ع.ل.) وجود أطفال بدون هوية بدون أولياء ، يشاركون نفس القاعة التي أعدت لجناح طب الأطفال بذات المستشفى ، وهو الأمر الذي بات يشغل ضمير هذه السيدة العصامية ، خاصة وأن الأطفال المصابين بأمراض ، يمكن أن ينقلوا عدواهم لهؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أهملوا أو تخلى عنهم أبائهم أو أمهاتهم من طرف نساء عازبات ، وهو أكبر طابو كان يخيم على مجتمعنا المسلم المحافظ .
اليوم وبعد تأسيس جمعية “أمل” للطفل المتخلى عنه برئاسة السيدة المناضلة عزيزة اليماني الى جانب عدد من المتطوعين و الإنسانيين و منخرطين ، تم إخراج هذه الفئة من الأطفال من المستشفى ،بعد أن تمكنت الجمعية من بناء مقر مستقل عن المؤسسة الصحية ، بفضل طلبات وتوسلات وزكوات و عطاءات المحسنين ذوي القلوب الرحيمة و ما أكثرهم ، وبفضل عصامية السيدة الرئيسة التي عزمت و مكتبها أن تنهض بهذه الشريحة المهملة و المتروكة من البشر ، وتعمل على جمع المال الكافي لبناء هذا المقر من دون كلل أو ملل رغم طول الوقت والسنون الذي استغرق عمل جمعه و التئامه.
هاهي اليوم الجمعية تجني ثمار عملها النبيل الجاد ، المشهود له من طرف من لهم النيات الحسنة ، وهاهي اليوم تحتفل مع محسنيها ، في مقرها بأطفالها الذين يلقون كامل الرعاية والتكفل ، لا ينقصهم سوى حنان الأبوين كما عبرت عنه رئيسة الجمعية في كلمتها ،:” الأطفال ، هم في حاجة لبسمة أمل ، وفي حاجة لضمة حب ، وفي حاجة لنظرة شغف ، وقبل هذا و ذاك هم في حاجة لاكتساب اسم والحصول على هوية” .
الحفل الذي يعد الأول من نوعه في العمل الجمعوي ، حيث بدأت الجمعية بصفر درهم ، وبدون مقر ولا مربيات في الوقت الذي لم تكن فيه ضمادات و لاحليب الأطفال ، حيث كما قالت الرئيسة ” كنا نسعى دريهمات من أجل لتر من الحليب ،ومن أجل نصف كيلو من الروز ، ولخروق وكل شيء في سبيل إسعاد الأطفال ….”..أصبحت اليوم جمعية قائمة الذات ، تتوفر على مقومات الجمعية التي لها كل ما تحتاجه لتستقبل أطفال قد يتخلى عنهم ، وتستطيع أن تتكفل بهم ، وتمنحهم “الحنان” الذي افتقدوه .
فشكرا لهذه الجمعية التي اشتغلت في صمت ، ومازالت ، وشكرا لكل المحسنين الذين لم يبخلوا طيلة ربع قرن وأكثر من مد الأطفال بما يحتاجونه .
للإشارة ، فقد استفادت جمعية “أمل” للأطفال المتخلى عنهم بالرشيدية من عطف و حنان عاهل البلاد ، وقام حفظه الله ، بعد الاطلاع على جهود الجمعية في هذا المجال ، فمنحها هبة ملكية كريمة ، وقام ببناء مقر جديد لها، بكل المواصفات العصرية الحديثة ، كما قام بتجهيزه حيث سيرى النور قريبا .
المصدر : https://tinghir.info/?p=16956