لا شك أن أول شيء يتبادر إلى كل من قرأ هذا العنوان هو ما تزخر به المنطقة من ثروات طبيعية وما قد يميزها عن باقي المناطق المجاورة لها، فعلا سنحاول في هذا المقال المتواضع أن نتطرق إلى المميزات الطبيعية لحارة المرابطين، والدور الذي تلعبه في إنعاش الاقتصاد المحلي.
وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ساندنا لكتابة هذه الفقرات التي حاولنا من خلالها تصوير الواقع الذي تعيشه حارة المرابطين والمراحل التي مرت بها على مر السنين، وقد ركزنا بطبيعة الحال على ما يتعلق بكل ما هو طبيعي لكون الساكنة تتركز بالدرجة الأولى على ممارسة أنشطة تندرج في هذا القطاع، إذ نجد أن أغلب السكان يتعاطون للنشاط الفلاحي، ولكن ذلك لم يكن بصفة دائمة وذلك خاضع للتغيرات المناخية إن لم أقل بمفهوم أدق الدبدبات المناخية والطبيعية.
مع كامل تقديرنا واحترامنا لساكنة الحارة ن إكرامن، سنتحدث باسمهم في هذا المقال المتواضع على أساس أننا ننتمي بدورنا إليها ونعيش ما يعيشونه ، أولا سنتطرق إلى الشبكة المائية في حارة المرابطين، لكن قبل ذلك لا بد من تحديد موقع المنطقة، حيث أنها تقع في تنغير بالتسمية الإدارية وتدخل ضمن واحات الجنوب الشرقي المغربي وبالضبط واحة تودغى، نسبة إلى الجماعة التي ينتمي إليها هذا المجال الجغرافي، توجد بين سلسلتي الأطلس الكبير والصغير، ويعرف هذا الدوار بإنتاجه الفلاحي المتنوع، إلا أنه عرف في الآونة الأخيرة تراجعا كبيرا، والسبب في ذلك يعود لتراجع الفرشة المائية بشقيها السطحي والجوفي، كما سبق وقلنا أن المنطقة معرضة للذبذبات المناخية حيث تعرف فترات متباينة من حيث التساقطات المطرية حوالي 130 ملم سنويا، إذ أن عدد الأيام الممطرة تبقى محدودة للغاية تصل إلى حوالي 30 يوما في السنة، مما يؤثر سلبا على الجريان السطحي، وكما ذكرنا سالفا قلنا أنها بين سلسلتي الأطلس، بمعنى أن هناك تأثير يعود بالنفع على الفرشة الباطنية، حيث تنتعش بشكل كبير، إذا كانت التساقطات الثلجية مهمة على قمم هذه الجبال، لكن بدورها نادرة وعرفت تراجعا مهما في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تعاقب فترات الجفاف، كل هذا وذاك له تأثير بشكل أو بآخر على نشاط السكان، حيث أن تراجع الفرشة المائية سيؤدي إلى تراجع الأنشطة الفلاحية، التي كانت في البداية ترتكز على الزراعة لتنتقل بذلك إلى المغروسات، لكون العمليات الزراعية تتطلب نسب مهمة من المياه، عكس المغروسات والأشجار، بالرغم من شساعة الأراضي الفلاحية في المنطقة، إلا أن إمكانيات السكان محدودة ماديا، غير أن ما يعرقل غرس الأشجار فيها هو طبيعة المناخ السائد حيث بدوره يؤثر بشكل كبير على هذا النشاط، لكونه مناخ قاري جاف، شديد البرودة شتاءا يصل إلى ما دون الصفر، وحار صيفا يتجاوز الدرجة 40 ، لذا فنجد أن أغلب هذه المغروسات هي بالدرجة الأولى مرتبطة بأشجار الزيتون والنخيل، هذه الأخيرة بالرغم من كل ما يواجه السكان من عراقيل طبيعية ومادية تعرف بجودة المردودية والإنتاجية، تساهم بشكل كبير في تنمية وإنعاش اقتصاد الفلاحين، ونظرا لتراجع كل من الفرشة المائية والفلاحة اضطر السكان إلى تغيير وجهتهم من الفلاحة إلى مزاولة أنشطة أخرى كالبناء، التجارة، الصناعات التقليدية و مهنا أخرى.
وهذا هو الهدف الأساسي الرئيسي من هذا الموضوع حيث أنه أدى تغيير مهنة الفلاحة إلى الزحف على الأراضي الصالحة للزراعة والتي تتسم بالندرة، إذ أن البناء عرف تطورا سريعا فيها دون الأخذ بعين الاعتبار ما سيترتب عن ذلك فيما بعد،ويرجع ذلك الى غياب الوعي لدى الساكنة، لذلك ندعو كافة الأطراف الغيورة على المجال الاخضر وكذا الواعية بأهميته، بصفتنا باحثين مبتدئين في الجغرافيا، بضرورة زرع هذه الفكرة في أدهان السكان، حيث أنه بدل أن نقوم بالزحف على الأراضي بالبناء لضعف المياه علينا كمسؤولين أن نعمل على التنقيب على الفرشاة الجوفية بالرغم ن عمقها فهي تعود بالنفع أكثر من البناء وكانفتاح على موضوع آخر انطلاقا من هذا حيث سأتطرق إليه في مقالي الجديد ما هي طرق تدبير المياه في واحة تودغى؟؟؟.
الطالب الباحث في الجغرافيا: علاحمو عمر
المصدر : https://tinghir.info/?p=1692