فرعا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتنغير والراشيدية يتقدمان بأحر التعازي لعائلات وذوي ضحايا حادثة السير المفجعة بالنيف بإقليم تنغير ولكل ساكنة المنطقة.
يحملان الدولة مسؤولية الحادث المؤلم الذي راح ضحيته أطفال أبرياء، والذي يكشف واقع التهميش والإقصاء المفروض على المنطقة على جميع الأصعدة، وانتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بها.
يطالبان برفع التهميش والإقصاء بشكل جذري وإقرار تنمية حقيقية.
يطالبان بالكشف عن الاسباب الحقيقية للحادث وملابساته وظروفه والعناصر المرتبطة، بدل تحميل المسؤولية للحلقة الاضعف.
فور علمها بالفاجعة المؤلمة والمتمثلة في حادثة سير مروعة، والواقعة بنفوذ الدائرة الترابية لجماعة مصيصي بالنيف بإقليم تنغير يوم الجمعة 11 مارس 2016، تابع مكتبا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتنغير والراشدية الحادث انطلاقا من المستشفى الإقليمي بتنغير قبل نقلهم قبل نقلهم الى المستشفى الإقليمي بالراشيدية. وبعد تجميع المعطيات حول الحادث المؤلم الذي راحت ضحيته الى حدود الآن تلميذة اضافة الى عشرات الجرحى بعضهم تعرضوا لإصابات بليغة نتج عنه بتر يد احد الضحايا، والفزع والخوف والاضطرابات النفسية الذي خلفها في نفوس المصابين وأهاليهم.
وبعد تناول الحادث من مختلف الزوايا، حيث خلص المكتبان الى كون الفاجعة نتجت عن اصطدام شاحنة لنقل المعادن والتي يتطوع سائقها لنقل التلاميذ اسبوعيا يوم الجمعة حيث فرضت عليهم ظروف لمغادرة اقامتهم كما صرحوا، وكذا اثناء عودتهم نهاية الأسبوع هذا في غياب النقل المدرسي وظروف التمدرس اللائقة رغم المراسلات في الموضوع للجهات الرسمية من جهة، والطريق غير المعبدة مسرح الحادث والتي كانت محط احتجاجات الساكنة تعاملت معها السلطات بالعنف نتج عنه اعتقالات وادانات في صفوف المحتجين والذي رفعنا بخصوصه تقارير وأعلنا التضامن في حينه، من جهة اخرى. كما وقف على عدد المصابين الذين فرضت حالتهم الصحية وإصابتهم (أزيد من 40 حالة ) نقلهم الى المستشفى الإقليمي بالراشيدية الذي يبعد بأزيد من 100 كلم بعد تأشيرة من المستشفى الإقليمي بتنغير، الأمر الذي يطرح في الواجهة و يسائل الوضع الصحي بإقليم تنغير المترامي الأطراف، والذي بنياته وأطقمه الطبية لا تستجيب لمتطلبات الساكنة في الحالة العادية، ناهيك عن فاجعة كهاته، وكان موضوعه محط نضالات ومطالب دائمة مما يؤكد واقع التهميش والإقصاء للمنطقة. وبعد أن عرجا على موضوع تمدرس ابناء الإقليم وافتقاره للبنيات الأساسية المساعدة على التحصيل الدراسي ( نقل مدرسي، داخليات، موارد بشرية،…..) والذي كان أحد أسباب الفاجعة. هذا في الوقت الذي تطبل الجهات الرسمية لوهم التنمية. ومن هذه العناصر السالفة الذكر وهذا المنطلق فإن المكتبين:
- يتقدمان بأحر التعازي لعائلات الضحايا وذويهم وكل ساكنة المنطقة.
- يعتبران أن الحادث الأليم والحوادث السابقة المماثلة هي نتاج واقع التهميش والإقصاء المفروض على المنطقة، وهو انتهاك صارخ للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة ( الحق في تمدرس جيد، الحق في البنيات التحتية ومنها الطرقية، الحق في فك العزلة، الحق في الصحة المجانية والجيدة،….).
- يطالبان بمساءلة الجهات المعنية بالحادث من خلال عناصرها مجتمعة مع توسيع دائرة المساءلة هاته والتي من بينها صمت الجهات المختصة على واقع النقل المدرسي ( الصمت لسنوات على نقل التلاميذ تطوعا عبر شاحنة لنقل المعادن..) وشروط التمدرس والتغذية وكذا فك العزلة (تعبيد الطريق ) والتي كانت محط احتجاجات للمنطقة ادت الى اعتقالات ومحاكمات، والتي اليوم تضعنا أمام فاجعة عوض الإسراع بالاستجابة للمطالب الحقيقية للساكنة في حينه ( الطريق والاشغال المتأخرة والغبار الناتج عنها أحد اسباب الحادث المؤلم…).
- يؤكدان ان غياب مستشفى إقليمي بتنغير متعدد التخصصات وبخدمات جيدة، والاضطرار لتنقيل الجرحى والمصابين الى أقاليم أخرى لأكثر من مئة كلم برا (الراشيدية، ورزازات..) بعد تأشير المستشفى المحلي بتنغير سيكون السبب في ارتفاع الحصيلة و معاناة المصابين وذويهم مما يجعل توفير هذه المرافق الصحية ضرورة ملحة وهي أحد الحقوق الاجتماعية الاساسية التي تطالب بها الساكنة وهيئات المجتمع المدني منذ زمان حيث لا آذان صاغية، ويتساءلان عن غياب الإسعاف الجوي في مثل هذه الفاجعة؟؟
- يتقدمان بالتحية الخالصة لعناصر الوقاية المدنية والاطقم الطبية بتنغير والراشدية التي تجندت لمواجهة الحادث رغم ظروف الاشتغال والاستقبال خصوصا بمستشفى تنغير.
- يقفان على ان الشاحنة التي كانت تقل التلاميذ تطوعا، هي في الاصل مخصصة لنقل المعادن هذه الاخيرة أحد ثروات المنطقة والإقليم عموما، وهو ما يفرض تمكين هذه المناطق من ثرواتها وإقرار تنمية حقيقية تتوخى رفع التهميش والإقصاء الذي لازال قائما امامها ، وكذا فك العزلة، عوض استنزاف هذه الثروات في صمت دون تعبيد حتى طريق شحنها؟
- يجددان تقديم التعازي والتضامن مع عائلات الاسر المكلومة ويعلنان استعدادهما للانخراط في كل المحطات النضالية الرامية لرفع الإقصاء والتهميش عن المنطقة ككل.
المصدر : https://tinghir.info/?p=16874