لا أريده مقالا مستفزا، بل أريده مقالا لإعادة ترتيب الأوراق وإعادة النظر في الذات، بل أريده مقالا لنقد ذاتي ومصالحة حقيقية بين مختلف ألوان وأطراف الحركة الأمازيغية بالمغرب. أشرت في المقال الذي كتبته في “أنفاس بريس” أمس السبت 5 مارس 2016 إلى أن الذين غدروا بروح الشهيد قد قدموا مكسباً سياسيا للحركة الأمازيغية التي تألم جسدها بفقدان أحد أبنائها. لكن المكسب السياسي الذي ربحته الحركة الأمازيغية هي الدفعة النوعية التي دفعها بها روح الشهيد، منذ نشأتها الأولى لم تشهد حضورا من حجم الحضور الذي عرفه قبر الشهيد الذي جمع بين جميع المتخاصمين والمتعاركين داخل الحركة الأمازيغية، بل جمع بين وجوه كانت لن تلتقي أبدا لولا ما حدث. هكذا تكون روح الشهيد قد جمعت بين جميع أطياف وأذيال الحركة الأمازيغية، جمعت الروح المعذور بها بين السالب والموجب وبين العاقل وغير العاقل، وبين الحاكم وغير الحاكم، جمعت بين ذوي شأن صغير وبين ذوي شأن كبير، جمعت بين الطفل والشاب والمرأة والفتاة والرجل. أعتقد أن ما فعلته روح الشهيد في الجمع بين البدن والرأس لا تفعله أية قوة أخرى، ولو نزل كتاب سماوي يدعو إلى جمع شتات الأمازيغ.أريد من الجميع أن يراجع نفسه وتترك جميع الحسابات الضيقة جانبا وتعلى المصلحة الأمازيغية، ولا أريد أن ينطبق علينا فعلا الأمازيغ شعب تجمعه الموت وتفرقه الحياة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=16586
