كشفت إيميلات مسربة أن السبب الأساسي لمبادرة حلف “الناتو” للإطاحة بالرئيس الليبي معمر بالقذافي وقتله، كان وضع حد لمحاولة القذافي صناعة عملة نقدية ذات غطاء بنكي من الذهب ليس في ليبيا وحدها، بل في معظم إفريقيا وهو ما يهدد سيطرة فرنسا وعملة الفرنك الفرنسي في إفريقيا، ويخالف النظام العالمي الذي تتزعمه أمريكا ويهدد الدولار الأمريكي، الذي لم يعد له غطاء بنكي من الذهب منذ التسعينات.
وأصبح العالم كله يبيع ورقاً بورق لتكتمل سيطرة الصهيونية، من خلال أمريكا، على العالم كله وتشير الإيميلات إلى أن السبب الثاني لحملة الناتو على ليبيا أيضاً لم يكن “حماية المدنيين” كما ادّعى الحلف، بل كان الهدف هو السيطرة على النفط الليبي، لتقويض خطة طويلة الأمد أعدّها القذافي لتحويل ليبيا إلى قوة فاعلة في منطقة البحر المتوسط ويقول الإيميل الذي رفعت عنه السرية مؤخراً:”ليبيا كانت قد جمعت كميات هائلة من الذهب، وكانت تعدّها لإنشاء عملة إفريقية مبنية على الدينار الليبي الذهبي، وذلك قبل اندلاع الثورة الليبية المسلحة، وكانت تلك العملة ستحل محل الفرنك الفرنسي في إفريقيا، وهو ما عجّل بموافقة ساركوزي، الرئيس الفرنسي أنذاك، على تدخل الجيش الفرنسي في ليبيا وفرض الحظر الجوي” وطبقاً للمعلومات التي حصلت عليها المخابرات الفرنسية، فإن القذافي كان قد جمع كمياتٍ من الذهب تفوق قيمتها 7 مليارات دولار، وتمّ الكشف عن تلك المعلومات بالتفصيل بعد اندلاع الثورة في ليبيا ويُستنتج من محتوى الإيميلات المسرّبة عن الكيفية التي تُتخذ بها القرارات السياسية في العالم، ومن ضمنها قرارات الحرب.
ويؤكد أن المصالح الاقتصادية للدول الكبرى المسيطِرة على النظام العالمي هي المحرّك الأوحد والأخطر للسياسة العالمية والمتسبب الأول في الحروب في كل دول العالم ورُفعت السرية مؤخراً عن عدد كبير من الوثائق الأمريكية التي كانت مدرجة تحت تصنيف “سري”، ومن بينها حوالي 3000 إيميل من مراسلات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، حيث احتوت تلك الوثائق على أدلة دامغة تثبت تورط أمريكا في استخدام حلف شمال الأطلسي في الإطاحة بالقذافي، ليس لغرض “حماية المدنيين” كما ادّعوا وقتها، بل لغرض أخطر وأهمّ.
المصدر : https://tinghir.info/?p=16408