يحتفل المغرب هذه الأيام باليوم الوطني للسلامة الطرقية ، وتندرج هذه الاحتفالات في استعراض مختلف الوسائل اللوجيستيكية التوعوية والإدارية من طرف إدارات المصالح الخارجية كل واحدة مع وسائلها و مدى مشاركتها في الاحتفال الذي أضحى احتفالا تقليديا سنويا ، من اجل التحسيس لتفادي مخاطر حوادث السير عبر الطرقات و الشوارع لتحقيق أقل خسارة في الأرواح .
ونحن في غمرة هذا الاحتفال تطلعنا مصالح شرطة المرور والدرك الملكي بالرشيدية بإحصائيات متنوعة ومركزة حول حصيلة العمل السنوي لرجال الأمن والدرك ، و طريقة الاشتغال والوسائل المستعملة لمراقبة السيارات و المركبات بجميع أنواعها عبر طرق و مسالك الإقليم .
من خلال الرسوم البيانية المعروضة لرجال الأمن يتبين أن حوادث السير بالمدار الحضري للرشيدية في السنة الفارطة 2015 بلغ 267 حادثة ، وفي خارج المجال الحضري وصلت الى 64 ، مخلفة 10 قتلى و 46 جريح بجروح بليغة الى خطيرة ، فيما بلغت الإصابات الخفيفة 345جريح . وبلغ عدد المخالفات المنجزة من طرف عناصر الأمن الجهوي ومفوضية الشرطة التابعة له خلال السنة الماضية 13345 ، محصلة بذلك قيمة مالية قدرت ب 3.291.000.00 درهم . نتيجة عدد المحاضر المنجزة بالرشيدية والتي بلغ عددها سنتي 2014 و2015 على التوالي 2075 و 2183 ، أي بزيادة 108 محضر، كما بلغ عدد السيارات المحجوزة من أجل النقل السري بمدينة الرشيدية سنة 2014 : 41 ، وسنة 2015 : 43 أي بزيادة سياران +02….
المدار الحضري للرشيدية إذن ، يكون قد ضرب الرقم القياسي في الحوادث خلال السنة الفارطة 2015 مقارنة مع مدن أرفود ، كلميمة والريصاني ببلوغه 267 حادثة بمعدل حاثة في أقل من يومين، مرد هذه الحوادث حسب ملاحظين و متتبعين لحركة السير و الجولان بالمدينة ، الى السرعة المفرطة و التهور في السياقة وعدم الاكتراث بالآخر، لدى أصحاب سيارات الأجرة بصنفيها الصغير و الكبير .
وأنت تتجول في أهم مدارات المدينة ، شارع مولي اعلي الشريف و شارع محمد السادس( تاركة ) ، تلاحظ أن أصحاب السيارات الصغيرة خاصة دون إعفاء الكبيرة يتسابقون بشكل جنوني للظفر بالركاب ، يتجاوزون السيارات دون مراعاة حق التجاوز ، يقفون فجأة أمام السيارات دون ترك المسافة المحددة ، يغيرون الاتجاه وسط الشارع محرجين السيارات الأخرى دون مراعاة المخاطر المترتبة عن ذلك ، الوقوف وسط الشارع بطريقة فجائية في أي مكان من الشارع ، يتسببون في ازدحام السيارات ، يحدثون فوضى عارمة في شارع مولي اعلي الشريف وقت الذروة أمام مرأى رجال الأمن… لتبقى هذه السيارات هي التي تتصدر حوادث السير بالرشيدية ، بحيث لا يمر يوم دون سماع خبر حادثة سير عند هذه الفئة المستفزة و المقلقة والباحثة على أكبر دخل وأكبر وأطول مسار في اليوم ، باستعمال السرعة الزائدة كما يقولون ، وإذا لم ننهج هذه الطرق في الاشتغال فان الدخل يكون ناقصا وغير مريح يضيفون .
نعم لأصحاب سيارات ما يسعون إليه ، لكن ليس على حساب أصحاب المركبات الأخرى التي غالبا ما تكون محملة بأفراد عائلات أو مرضى أو أطفال الذين يكونون محرجين أمام طريقة السياقة لديهم ، بعدم احترامهم لقوانين السير ، ليبقى المطلوب هو الردع و تطبيق القانون ، بمنع سيارات الأجرة الوقوف في كل مكان إرضاء للزبون ، لا ، يجب تحديد أماكن الوقوف ، وعلى السائق أن يتحرى ذلك ليتجنب كل ما من شأنه .
المصدر : https://tinghir.info/?p=16195