لقد استحلى الأساتذة المتدربون طعم الريع في ملفهم المطلبي، ولطول بال الحكومة عليهم أصبحوا يعتقدون أنهم دون جميع المغاربة أناس اعتباريون وجبت معاملتهم معاملة خاصة.
مناسبة هذا الكلام ما وقع لستة من الأساتذة المتدربين مساء أمس الجمعة بمدينة الدشيرة، حيث تعرضوا لعملية سرقة بمعنى “تكشاط” من مجموعة من قطاع طرق كانوا على متن دراجات نارية، لكن الغريب هو أن ذات الأساتذة وبعد أن سلبت منهم هواتفهم المحمولة سارعوا إلى ربط الأمر بعملية مدبرة ومخطط لها متهمين أجهزة الدولة بذلك.
ما يثير السخرية والدهشة أمران لا ثالث لهما، أولهما أن هؤلاء الأساتذة ربما ومن شدة ما فاتهم من قطار المعرفة والتكنولوجية نسوا أن أسهل ما يكون أن يتم اختراق أي هاتف من هواتف هؤلاء من طرف أي مبتدئ أو هاو انطلاقا من رقم هاتف صاحبه أو عن طريق الإيميل المستعمل به، فما بالك الأجهزة الأمنية والمخابراتية وما لها من إمكانات في هذا المجال والذي يتيح حتى التحكم في الجهاز عن بعد فما بالك معرفة محتواه، مما يقطع أي مجال للشك في أن تسلك هاته السلطات الأمنية مثل هاته الوسائل البدائية المفروشة.
ثانيها هو تخيل هؤلاء الأساتذة المتدربين أنفسهم وكأنهم بصدد صنع قنبلة نووية ويخافون على مخططاتهم أن تفضح أو تسرب، أو يتخيلون هواتفهم كحقائب دبلوماسية لها من الحصانة وأهمية المحتوى ما يستدعي سرقتها بهاته الطريقة الهليودية، والذي أتحدى أي واحد منهم أن هاتفه لا يحتوي غير رسائل غرامية أو صور العشاق والعشيقات وما نحو ذلك من الترهات.
بهذا المنطق يجب على الحكومة أن توفر رجالا للأمن الخاص للسهر على راحة السادة الأساتذة المتدربين في ترحالهم وتسكعاتهم، ويجب أن نغض الطرف عن العشرات من المواطنين اللذين يتعرضون للنشل والسرقة ونعامل الأستاذ المتدرب معاملة خاصة، وأن نعبئ كل رجال الأمن والمخابرات ورجال السلطة والجيش لنقبض على سارق هاتف السي الأستاذ المتدرب ولتذهب مصالح باقي المواطنين إلى الجحيم.
فكفى من الريع، كفى من المظلومية، كفى من الامتيازات … المسألة وما فيها أن 6 ضد 6، وصدقوا 6 ما فيهم راجل 1، داكشي علاش 6 كشطات 6.
المصدر : https://tinghir.info/?p=16144